العالم الذي نعيش
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، اخترت منها كالعادة ما هو بعيد عن أخبار الحروب، لقد سئم العالم من نزف الدماء الذي لا يتوقف، صراعات تقودها الأطماع، وضحايا لا ذنب لهم. قبل أيام كنت أشاهد حلقة وثائقية على اليوتيوب، قال فيها أحد المتحدثين إن الحروب والصراعات لن تتوقف، لأن الأمر متعلق بالصراع الأبدي بين الخير والشر. أقنعني كلامه، وبذلك يكون حظ الإنسان هو المكان والزمان الذي يولد فيه، إن كان حظه جيدًا ولد في بلد آمن.
آخر الدراسات تقول إن عدد مستخدمي شات جي بي تي اعتبارًا من بداية هذا الشهر وصل إلى 700 مليون مستخدم، مرتفعًا بـ 200 مليون بعد 500 مليون مستخدم في شهر 4 من هذا العام. هناك 122 مليون مستخدم نشط يوميَّا، يجرون حوالي 2.5 مليار طلب. عندما قرأت هذه الأرقام سألت شات جي بي تي عن أكثر الأسئلة التي وجهها الناس إليه؟. كانت تدور حول الطقس اليوم، وطلب نكات مضحكة، وكيف يعمل الذكاء الاصطناعي، ومستقبل التكنولوجيا، أما أكثر الأسئلة فكان السؤال التالي: ما معنى الحياة؟. قرأت أنَّ بعض الناس صار عندهم ارتباط وثيق بشات جي بي تي وبالتطبيقات المشابهة يحكون له عن مشاكلهم الشخصية، ويطلبون منه الحلول، ويتحدثون معه عن يومياتهم وكأنه صديقهم المقرّب. لن يكون أي تطبيق صديقًا مقربًا للإنسان، لن يستطيع أن يحل بديلًا عن المشاعر التي يصنعها الأصدقاء. بالمناسبة.. التطبيقات في بعض الأحيان تورط الناس عندما تعطيهم نصائح أو معلومات خاطئة، قرأت أن أحدهم أدخل المستشفى بعدما اتبع نصيحة غذائية من شات جي بي تي. وسبق وقرأت أيضًا أن زوجة «فضفضت» له عن مشاكلها مع زوجها، فما كان منه إلا أن قال: اطلقي منه!
انتشرت حكاية لمواطن كولومبي يعيش في البحر منذ 25 عامًا، ولا نية له للعودة إلى اليابسة،، حكاية ماريو سالسيدو بدأت عندما اشترك في رحلة بحرية على متن باخرة، ثم وجد نفسه يحجز لنفسه تذكرة في رحلة ثانية، وثالثة، حتى تجاوز الـ 1000 رحلة. منها 20 عامًا على متن باخرة واحدة، لأن طاقمها يعاملونه معاملة الملوك حسب قوله. لا يقيم ماريو أكثر من 15 يومًا على اليابسة طوال العام، رغم امتلاكه شقة في ميامي. حتى عندما تتوقف الباخرة عند مدينة فإنه يفضل الغوص في الماء على أن يزور المدينة. قد تبدو حكايته غريبة، لكنه على الأقل يعرف ما يحب وماذا يريد.