تكشفت في تشيلي.. قصة ألمانية مصرية بعنوان تيبو وسليم
فتحت الإجازات الصيفية للوالدَين نافذةً سنويةً على مصر أمام الطفل تيبو جابريال، ليتعرف على ثقافة ولهجة مجتمع والدته التي تزوجت رجلًا ألمانيًا ورُزِقَت بمولودٍ، مطلع عام 2006، سيختار لاحقًا تمثيل «الفراعنة» على صعيد كرة القدم.
وخلال كأس العالم للشباب، الجارية في تشيلي، يعتمد المصري أسامة نبيه، مدرب منتخب بلاده، على قائمةٍ ينتمي أغلب عناصرها إلى أندية محلية، باستثناء خمسة لاعبين يركضون في ملاعب أوروبا، من بينهم تيبو جابريال، لاعب الوسط الدفاعي، الذي شارك أساسيًا أمام اليابان، لحساب أولى جولات مرحلة المجموعات من البطولة.
وبدأ سليم طِلِب، لاعب الوسط الهجومي، المباراةَ ذاتها، التي كسِبها اليابانيون 2-0، وهو مثل زميلِه يجمعُ بين الجنسيتين الألمانية والمصرية.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، بدأت كرة القدم المصرية محاولاتٍ لاستقطاب لاعبين مصريين مزدوجي الجنسية، وُلِدوا وترعرعوا في أوروبا، وضمِّهم إلى المنتخبات بفئاتها السنية المختلفة، على أمل الاستفادة منهم مستقبلًا.
وبعد جهودٍ رسمية وغير رسمية دامت لأعوامٍ، وشارك فيها صحافيون وكشّافو مواهب ومدرّبون، شكّل الاتحاد المصري لكرة القدم، خلال العام الجاري، لجنةً كلّفها بالبحث عن هذه الفئة من اللاعبين ومتابعتهم والتواصل معهم لإقناعهم بتمثيل «الفراعنة».
وقبل نحو ثلاثة أعوام من الإعلان عن هذه اللجنة، في يوليو الماضي، كان جابريال وطِلِب قد قرّرا بالفعل الالتحاق بمنتخب مصر تحت 17 عامًا. وبمرور الوقت، أصبحا من عناصر منتخب تحت 20 عامًا، الذي تأهّل ويشارك في مونديال تشيلي.
وُلِد جابريال في مدينة فرانكفورت، ويلعب في رديف فريق ماينتس، فيما وُلِد طِلِب في العاصمة برلين، منتصف مارس 2006، لأب مصري وأم ألمانية، ويلعب في رديف فريق هيرتا برلين.
وتخوض فرق الرديف في ألمانيا مُنافساتٍ في درجاتٍ دُنيا، وتُعادِل فرق تحت 23 عامًا في بلدانٍ أخرى.
وخلال لقاءٍ تلفزيوني، مطلع العام الجاري، تحدث تيبو جابريال اللغة العربية دون صعوبات، وبدا متقنًا للهجة المصريين. ولدى سؤاله عن ذلك، ذكر أنه تعلّم العربية شفاهةً من أمِّه وجِدَّته، التي كان يزورها في مصر خلال الإجازات السنوية الصيفية لوالديه.
وأشار جابريال إلى تمثيله أربعة أندية ألمانية قبل الالتحاق بماينتس الموسم الماضي، بينها هوفنهايم، الذي قضى داخل أكاديميته خمسة أعوام.
فيما يلعب طِلِب لهيرتا برلين منذ 2017، بعدما أمضى خمسة أعوام داخل نادي ألماني عاصمي، اسمُه تينيس بوروسيا برلين.
ومنذ أعوام طويلة، تستفيد منتخبات إفريقية، عربية وغير غربية، من اللاعبين مزدوجي الجنسية في أوروبا. وتسعى الكرة المصرية عبر اللجنة المستحدثة، المُسمّاة "لجنة شؤون المحترفين في الخارج"، إلى تحقيق جدوى مشابهة.
وسعى الاتحاد المصري، في عام 2008، إلى إقناع الإيطالي الدولي ستيفان شعراوي، جناح فريق إيه إس روما، بتمثيل «الفراعنة»، لكن المحاولة لم تتكلل بالنجاح.
وفضَّل شعراوي، المولود عام 1992 لأب مصري وأم إيطالية، تمثيل منتخبات «الأزوري» حتى وصل إلى المنتخب الأول، وكشف في حوارات صحافية عن التقاء هاني رمزي، المدرب ونجم الكرة المصرية السابق، به لإقناعه بتمثيل بلد والدِه، لكنه اعتذر عن عدم الموافقة وقرر إكمال مشواره مع المنتخبات الإيطالية، التي انضم إليها للمرة الأولى وهو ابن 14 عامًا.