|


الكوبا.. 108 أعوام.. 8 أبطال.. وعداء مونديالي عطّل البطولة

خاميس رودريجيز، لاعب منتخب كولومبيا الأول لكرة القدم، خلال تدريبات الإحماء قبل مباراته التجريبية الدولية ضد بوليفيا على ملعب برات آند ويتني في 15 يونيو 2024 استعدادًا لكوبا أمريكا (الفرنسية)
نيقوسيا ـ الفرنسية 2024.06.19 | 01:57 pm

ارتفعت شعبية كرة القدم في أمريكا الجنوبية، مطلع القرن العشرين، بعد توافد المهاجرين من أصل بريطاني، وقبلها نُظِّمت أوّل مباراة عام 1867 في الأرجنتين، حيث تأسّس أوّل فريق عام 1887 تحت اسم «خيمناسيا إي اسجريما دي لا بلاتا». وفي 47 نسخة خلال 108 أعوام منذ 1916، أحرزت ثمانية منتخبات من أصل 10، اللقب باستثناء الإكوادور وفنزويلا.
واستضافت الأرجنتين في 1916، بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلالها، ما يُعرف بالنسخة الأولى من كوبا أمريكا تحت اسم كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم، بمشاركة أربعة منتخبات ضمّت أيضًا البرازيل، وتشيلي، والأوروجواي، التي أحرزت اللقب على حساب الدولة المضيفة.
أوّل مباراة في تاريخ البطولة جمعت منتخبي الأوروجواي وتشيلي في 2 يوليو 1916، وانتهت بفوز الأوروجواي 4ـ0 في بوينوس آيرس.
خلال النسخة الأولى، اجتمعت الدول الأربع المشاركة، وأسّست اتحاد أمريكا الجنوبية «كونميبول»، الذي يضمّ راهنًا 10 أعضاء: الأرجنتين، وبوليفيا، والبرازيل، وتشيلي، وكولومبيا، والإكوادور، والباراجواي، والبيرو، والأوروجواي، وفنزويلا.
في البداية، كان من المقرّر أن تنظم بطولة كوبا أمريكا بشكل سنوي، فأجريت النسخة الثانية العام التالي في الأوروجواي التي احتفظت بلقبها، وعلى حساب الأرجنتين بمشاركة الدول الأربع المؤسِّسة.
ونظرًا لتفشّي الإنفلونزا في ريو دي جانيرو عام 1918، استضافت البرازيل النسخة الثالثة في 1919، حيث احتاجت إلى مباراة فاصلة انتهت بالتمديد «1ـ0» لإنزال الأوروجواي عن عرشها.
واستضافت تشيلي، رابعة المؤسّسين، نسخة 1920، فابتسمت للأوروجواي على حساب الأرجنتين، وشاركت الباراجواي للمرّة الأوّلى في المسابقة عام 1921 بعد انضمامها إلى الاتحاد القاري، فتوّجت الأرجنتين المضيفة للمرة الأوّلى.
وتناوبت الأوروجواي والأرجنتين السيطرة على المسابقة، فأحرزت الأولى ألقاب 1923 و1924 و1926 و1935 و1942، والثانية 1925 و1927 و1929 و1937 و1941 و1945 و1946 و1947.
لكن بعد النسخة الأولى من كأس العالم 1930، التي توّجت بها الأوروجواي على حساب الأرجنتين 4ـ2، أسهم العداء بين الدولتين بتأجيل المسابقة عدة أعوام.
ونظمت عام 1935، في البيرو، النسخة الـ 13، التي كانت بمثابة التأهل لألعاب برلين الأولمبية، فتوّجت الأوروجواي بلقبها السابع.
وفي 1939، خرقت البيرو نادي الكبار، محرزة أوّل ألقابها على أرضها، عندما شاركت الإكوادور في النهائيات للمرة الأوّلى، وحلّت أخيرة، وذلك بعد انسحاب البرازيل والأرجنتين.
في الذكرى الـ440 لتأسيس مدينة سانتياجو، استضافت تشيلي نسخة 1941، فتمّ توسيع ملعب «ناسيونال» ليستضيف 70 ألف متفرج بدلًا من 30 ألفًا. وعلى الرغم من طموحها الكبير، حلّت تشيلي ثالثةً بعد سقوطها في المباراة الأخيرة في المجموعة أمام الأرجنتين البطلة 0ـ1.
وعرفت البطولة مرحلة مضطربة، فلم تُنظّم في أوقات ثابتة، وعدت نسخ عدّة منها غير رسمية، قبل أن يعترف بها الاتحاد القاري لاحقًا.
بصورة استثنائية في عام 1959 جرت بطولتان، الأولى في الأرجنتين، التي أحرزت اللقب، والثانية في الإكوادور، وحققت الأوروجواي حينها اللقب. وفي تلك الفترة، غابت بعض المنتخبات عن المشاركة، ولم تعر البطولة أهمية، فيما أرسلت أخرى فرقها الرديفة، وفي نسخة 1959، التي أحرزتها الأوروجواي في الإكوادور، أرسلت البرازيل فريقًا من ولاية برنامبوكو، فحلّت ثالثة.
وكان لتأسيس بطولة كوبا ليبرتادوريس للأندية عام 1959 أثره على المسابقة، فتوقّفت بين 1967 و1975، عندما اكتسبت رسميًا اسم «كوبا أمريكا»، وأحرزتها البيرو في دولٍ عدّة مضيفة.
وأجريت المسابقة مرّة كلّ أربعة أعوام بنظام مشابه حتى عام 1987 عندما توّجت الأوروجواي في عقر دار الأرجنتين، التي استضافتها للمرّة الأوّلى بعد غياب 28 عامًا، وذلك على الرغم من مشاركة أبطال العالم 1986، وعلى رأسهم الأسطورة دييجو مارادونا.
وقرّر الاتحاد القاري في 1986 إعادة النظام القديم من خلال استضافة دولة واحدة للنهائيات كل عامين بين الأعضاء العشرة المنضوين تحت لوائه. وهكذا وبين 1987 و2001 نظمت البطولة مناوبةً على أرض الدول العشرة المؤلفة لـ«كونميبول». وفترة شهدت صحوة برازيلية مع تتويج «سيليساو» عام 1989 عندما أحرزت على أرضها أوّل ألقابها الكبرى بعد تتويجها بمونديال 1970.
في المقابل، توّجت الأرجنتين بقيادة الهداف جابريال باتيستوتا بلقب 1991 في تشيلي، بعد انتظار دام 21 عامًا. وفي الإكوادور 1993، دُعيَ منتخبان من كونكاكاف هما الولايات المتحدة والمكسيك، فحلّت الأخيرة وصيفة أمام الأرجنتين «2ـ1». واستعادت الأوروجواي بريقها عندما أحرزت لقبها الـ 14 على أرضها في 1995 على حساب البرازيل بركلات الترجيح.
وعرفت البرازيل بين 1997 و2007 مرحلة ذهبية، فتوّجت أربع مرات في 1997 على ارتفاعات بوليفيا،و1999 ضد الأوروجواي عندما أهدر الأرجنتيني مارتن باليرمو ثلاث ركلات جزاء ضد كولومبيا في الدور الأول «0ـ3»، ثم أسقط «أوريفيردي» الأرجنتين في نهائيي 2004 و2007.
وحدها كولومبيا نجحت بخرق هيمنة البرازيل عندما توّجت بلقب 2001 على أرضها وللمرة الأوّلى في تاريخها على حساب المكسيك 1ـ0، وعامذاك فجّرت هندوراس مفاجأة كبرى بإقصائها البرازيل في ربع النهائي 2ـ0.
وفي 2011، ودّعت الأرجنتين، المضيفة، أمام الأوروجواي بركلات الترجيح في ربع النهائي، على غرار البرازيل أمام الباراجواي، فخلت الساحة أمام الأوروجواي، التي حصدت لقبها الـ 15 أمام الباراجواي 3ـ0.
وفي نسخة العام 2015، استحقت تشيلي لقبها الأوّل على أرضها، بعد تخطيها الأوروجواي والبيرو والأرجنتين في الأدوار الإقصائية. وكرّر التشيليون السيناريو عينه في نسخة 2016، وأمام الأرجنتين بالذات، ليتوّجوا بالنسخة المئوية. أما نسخة 2019، التي شاركت فيها قطر واليابان «ضيفتان»، فكانت موعد البرازيل لفك صيام دام 12 عامًا عن الألقاب الكبيرة، بتتويجها على أرضها أمام البيرو 3ـ1.
وفكّ ليونيل ميسّي نحسه مع منتخب الأرجنتين، وتوّج بلقب 2021 على حساب البرازيل، المضيفة، وزميله السابق في برشلونة الإسباني نيمار 1ـ0، على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، ليحصد أوّل ألقابه الكبرى مع بلاده، قبل أن يتوّج في العام التالي بلقب مونديال قطر 2022. وكان ميسّي يخوض النهائي الرابع في كوبا أمريكا، بعد أن خسر في أعوام 2007 و2015 و2016، كما خسر نهائي مونديال 2014 في البرازيل أمام ألمانيا.
وبفضل هدف أنخل دي ماريا في النهائي، أحرزت الأرجنتين لقبها الأول في البطولة القارية منذ 1993، وعادلت الرقم القياسي للأوروجواي بـ 15 لقبًا، مقابل تسعة للبرازيل.