في العين دمعة ..وفي القلب ملك
كنا نعتقد أن الدموع تخفف الألم .. كنا نعتقد انها تغسل الجراح .. ولكن الدموع بقيت تسقي الالم فيورق اشواكا من هم وغم لتذكرنا بمن فقدناه .. كلما شاهدنا التلفزيون حزنا اكثر .. وكلما قرأنا الصحف تفتقت جروح جديدة .. أبكاني بشت الملك وحرص متعب على الاحتفاظ به .. ابكاني حارس الملك وهو يقف وحيدا كالأيتام .. بكيت كالأطفال عندما رفض لاعب منتخب الامارات علي مبخوت الاحتفال بهدفه في مرمى اليابان بسبب حزنه على فقد الملك عبدالله .. فلم يكن حبيبنا وحدنا بل احبه كل البشر.
ما يخفف مصابنا ويجبر كسرنا اننا نستقبل ملكا عظيما .. كما نفعل دائما (الله لا يغير علينا) نودع ملكا صالحا بالدموع ونستقبل ملكا صالحا بالأمل .. ملكا نعرفه كما نعرف راحة يدنا .. نعرف انه سيعوضنا في فقيدنا .. ملكا سيملك قلوبنا.
اتذكر اول مرة تشرفت بمقابلة ملكنا سلمان .. كنا قد حققنا بطولة الخليج للناشئين في ابو ظبي مع نادي الهلال .. فاستقبلنا استقبال الابطال .. تحدث معنا حديثا ابويا لا انساه .. تحدث عن اهمية الرياضة .. اهمية الانجازات التي تحقق باسم البلد .. اهمية ان تكون سفيرا لبلدك اينما ذهبت.
قد لا تصدقون اثر ذلك اللقاء في نفسي .. كأنه حلم .. غيرني .. جعلني انسانا آخر .. جعل طموحي بلا حدود .. جعلني اجتهد في حياتي اجتهاد المحاربين .. آخذ كل الامور بشكل جدي فانا دائما امثل بلدي.
خرجت من اللقاء بصوره معه ـ حفظه الله ـ مازلت احتفظ بها إلي اليوم .. خرجت من ذلك اللقاء بثقة تملأ السماء .. عندما تكون في الخامسة عشرة من عمرك ويستقبلك أمير الرياض تحس بقيمتك .. بقيمة ما تقدمه لبلدك.
والآن اصبح ملكنا سلمان .. وأثق انه سيكون أعظم الملوك .. وأثق انه سيكون اعدل الناس .. فحبه لبلده وحبه لشعبه يفوق الوصف .. وأثق ان شعبه سيحبه ويخلص له .. فمن يحكم بالعدل والحب يملك قلوب الناس .. كل الناس .. هذا ما تعودنا عليه من ملوكنا وهذا ما نحصل عليه على الدوام.