يا رب يستقيل رئيس النصر
في موسم الحصاد تغص المساجد بالمصلين.. الطلاب لا يفوتون فرضا.. رفع يديه للسماء ودعا ربه ساعات وساعات.. لا يريد غير النجاح في الاختبار.. جاءت ساعة الصفر وبدأ الامتحان.. ولكن لا إجابات.. لم تجد الذاكرة ما تتذكره.. من لا يذاكر لا يتذكر.. عرف أن الرسوب مصيره فدعا الله أن تحترق المدرسة على أقل تقدير.
مشكلة عندما يعتقد الطالب بأنه يستطيع النجاح دون مذاكرة.. مشكلة عندما يستبدل العمل بالدعاء.. لا يستحق النجاح إلا من اجتهد ودرس.. ولكن صاحبنا رسب.. لم يتعلم.. كل مرة يفعل الشيء نفسه ويخرج بنفس الكارثة.. بعدها يتهم المدرس والمدرسة والغبار والناس أجمعين.. فهم سبب نتيجته البائسة أما هو فضحية مظلوم.
عندما يكبر لن يتغير بل سيفعل ما كان دائما يفعله.. يرفع يديه للسماء ويطلب وظيفة.. لا.. لا يريد وظيفة.. يكره الذهاب مبكرا للعمل.. أصلا حب النوم سبب كرهه للمدرسة.. سيكتفي بالدعاء فقط.. يسأل الله أموالا بغير حساب.. تسقط عليه وهو في سطح بيته دون عناء.. لم يسقط شيء.. وبقي الفقير على فقره.
ليس له سوى الأسهم.. يقرأ دعاء الدخول للسوق ويشتري في الخشاش.. أو يفتش عن كنز قارون ربما يجده.. يحتاج للصعود للسطح.. ولكن درج السطح طويل.. سيدعو ربه مال قارون وهو على سريره.
الجديد أن الناس لم تعد تعمل لتنجح ولا حتى تدعو الله النجاح بل أصبحت تدعو أن يفشل الآخرون.. إذا وصلت لهذه المرحلة فتيقن أنك وصلت للحضيض.. لست فاشلا.. بل أنت الفشل في صورة إنسان.
سأقتدي بصاحبنا الراسب.. وأدعو أن يستقيل رئيس النصر.. لا يستطيع أي فريق الحصول على الدوري وفيصل بن تركي يرأس النصر.. هو الوحيد الذي يعمل بجد.. هو الوحيد الذي آمن بالعمل لا بالأماني والأحلام.. شاهدت لقاءه مع بتال.. قمة النضج.. أصبح متمرسا وواثقا من نفسه وفريقه.. ركز على العمل وترك الكلام للآخرين.. لا تحلموا بالدوري وهو رئيس النصر.. ليس لكم سوى الضجيج.. لا جديد.. الفاشلون في السعودية أعلى صوتا من الناجحين.
واصلوا الكلام.. اتهموا الأرضية واللجان والحكام.. لن يتغير شيء الموسم شارف على الانتهاء.. لا نتائج ولا أداء.. اخترعوا مزيدا من الأعذار.. اسلكوا طريق الأعذار السريع.. لن تكتشفوا أن الأعذار لا قيمة لها إلا بعد عشرين عاما.. كل سنة وأنتم طيبون.. كل سنة و الفاشلون عن الكلام لا يتوقفون.