2015-06-10 | 03:37 مقالات

لا يستحق ان يُعشق... إلا الأزرق

مشاركة الخبر      


لم أستطع حبس دموعي عندما سجل جحفلي هدف التعادل خصوصا بعد أن قفز جورجيوس على اللاعبين وهم على الأرض.. قفز كأنه طفل في العاشرة.. نسي العمر والوقار.. بكيت مع ديغاو.. وطرت مع شماغ الحميدان.. وسجدت شكرا لله مع شراحيلي.. لا نلام.. فالهلال يجعلنا على طبيعتنا.. نتصرف كالأطفال.. نضحك كالأطفال.. ونبكي كالأطفال.. كالمراهقين.. كلنا مراهقون في حب الهلال.
لا تتضايق.. لا تقسو على نفسك.. إذا قفزت بجنون كأن قدماك على نار.. إذا قفزت وضرب رأسك في السقف.. إذا ركضت في كل الاتجاهات بحثا عن شيء مجهول.. إذا فقدت صوتك من كثرة الصراخ.. إذا كبرت وبقى الهلال يكبر في قلبك.. فالهلال وُجد ليُعشق.. وُجد للحب والتأمل.. من اختار لونه الأزرق كان عبقريا.. فالأزرق فقط يستحق أن يُعشق.
الهلال قصيدة.. معلقة.. لوحة.. رواية.. شيء ما بين النوم والإفاقة.. ليس حلم.. فما رأيناه ليس حلم.. ولكنه بالتأكيد ليس حقيقة.. لا يمكن أن تكون الحقيقة بهذه الروعة.. مزيج من الحقيقة والخيال.. هذا هو الهلال.
لكل النساء والرجال والأطفال.. لكل من اختار تشجيع الهلال.. كافئوا أنفسكم.. فقد أحسنتم الاختيار.. ليت خياراتنا في الحياة كلها هلال.
بين البحر والسماء.. بين الهلال والهلال.. قصة تروى.. قصة بطولة وأبطال.. اليوم عاد الهلال.. لم يغب ولكن الغيوم حجبته سنة.. هذه ميزة الهلال.. يقع ولكنه لا يندب حظه.. لا يكثر من العويل والقيل والقال.. يقوم بسرعة وينفض الغبار.. ثم يعود للسباق.. فيتخطى كل من سبقوه.. 58 عاما من مطاردة البطولات.. لم يمل.. لم يكل.. عندما يغيب عاما تسأل البطولة.. أين الهلال؟
لقد عاد.. من أوسع الأبواب.. اختار أغلى الكؤوس.. اختار كأس سلمان.. اختار التاريخ.. أو أن التاريخ تحيز للهلال.
كل يحب فريقه ولكن حب الهلال غير.. عشق يملأ الصدر فيصبح قلبك عصفورا أزرق.. لا تستغرب كل هذا الحب للهلال.. فالنفس تميل دائما للجمال.

قبل أمشي:
أتقدم بالعزاء للأمير نواف بن محمد والأمير تركي بن محمد والأمير خالد بن محمد والأمير فهد بن محمد وأخواتهم في وفاة والدتهم.. داعيا الجليل القدير أن يسكنها الجنة ويغفر لها أنه على كل شيء قدير.