2015-07-22 | 04:10 مقالات

رأس القصبي المفصول

مشاركة الخبر      


أضحك مع جليبيب .. أضحك مع السذاجة والغباء .. يغيرون أسماءهم معتقدين أنهم تغيروا .. لا تغير شيئا الاسماء .. أبو سراقة أو أبو عكرمة أو أبو الدرداء .. لا فرق فالغباء نفس الغباء .. المشكلة ليست في اسمائكم .. المشكلة في عقولكم .. حياتكم كلها أحلام يقظة ومبالغات وقصص لا يصدقها إلا الأطفال .. الكلام لا يغير الواقع .. الكلام لا يبني دولة .. لو كانت بالكلام لحكم العالم الببغاء.
سخر الناس من جليبيب الذي هدد بفصل رأس القصبي عن جسده .. سخروا لأن المارد جليبيب الذي أرعب تويتر ومستخدميه مُسك مثل الفار الصغير.
فرح السعوديون باعتقال جُليبيب .. فرحوا لأنه اعتقال للفكر .. اعتقال للفأر .. اعتقال للسذاجة والغباء .. لا أحد يعرف جليبيب ولكننا متأكدون أنه لم يتجاوز الثانية والعشرين .. متأكدون أنه غير متعلم .. ومتأكدون أنه لم يسافر من قبل.
واضح أن داعش أصبحت تختار ضحاياها بتمعن .. أو أنها أُجبرت على هذه النوعية الرديئة من البشر بسبب وعي الآخرين وكشفهم للفكر الهزيل .. فمن الصعب تجنيد شخص عاقل تخطى الثانية والعشرين .. فأسهل فئة يمكن تجنيدها في المجتمع السعودي هم الشباب من 15ـ 22. خصوصا إذا كان الشاب لم يسافر أبدا ولا يملك في حياته أي تجربة. من السهل اقناعه أنه قادر على إعادة الخلافة الإسلامية. من السهل اقناعه بأنه فارس الأمة .. بأنه سيف الله .. بأنه صلاح الدين .. مشكلة عندما يعتقد شاب بلا شخصية أنه سيقود الأمة .. هذا النوع البسيط هو جمهور القصص الخرافية ..هو من يصدق برائحة المسك التي تفوح من جثث الدواعش .. هو من يصدق بأن الأرض ستخسف بكل جيش يواجههم .
ناصر الحزيمي أحد رجال جهيمان قال إن جهيمان ومن معه كانوا يعتقدون أن الأرض ستخسف بأي جيش يحاربهم .. ولكن الحقيقة كانت غير ذلك فُقتل من ُقتل من السذج وأسر البقية حتى "المهدي المنتظر" قُتل من أول رصاصة بعد أن اعتقدوا أنه ضد الرصاص.
جليبيب بدوره كان ينتظر أن تخسف الأرض بإبطال الداخلية قبل أن يقبضوا عليه .. لتعرف درجة سذاجتهم انظر لأسمائهم على تويتر «داعشي وأفتخر، بعت الدنيا، جنون الاستشهاد، غربة 4، طويلب علم، حزام ناسف, وطبعا لا ننسى السيد جليبيب الجزراوي.
اسماء تدل على السذاجة والسطحية .. اسماء تدل على اليأس من الحياة والتفكير الدائم في الانتحار .. فكر قريب للدرباوية وغباء الدرباوية .. يعتقدون أن إقبالهم على الموت دليل إيمانهم والحقيقة تثبت العكس .. فكل منتحر في العالم لا يكترث بالموت .. كل يائس يسعى للموت .. فمن يفكر في الانتحار يتمنى الموت كل دقيقة .. أتذكر طالبا من جنوب أفريقا يدرس في جامعة ليدز حاول الانتحار عدة مرات ولم ينجح إلا في المحاولة السابعة ولم يعتبره أحد مجاهدا ولا بطلا.
الأسرة لها دور كبير في تطرف أبنائها .. فتطرف الأهل يفرخ الإرهاب .. فأحد الإرهابيين الدواعش هلك في سوريا ووالده يقول "بلغنا خبر استشهاد الابن عبدالله". وقتها فقط عرفت سر تحول الابن عبدالله لإرهابي. عندما يكون الأب نصف إرهابي فعلى الأبناء السلام. نتهم دائما جهات خارجية بأنها تسعى لتجنيد شبابنا ولكن جزء منهم تطرف بسبب والده أو والدته أو أحد أقاربه.