محمد نور
ليتها إشاعة.. ليتها كذبة.. ليته حلم.. ليتنا نستطيع أن نسرق ملف القضية.. ليتنا نستطيع أن نستبدل العينة.. أن نكشف المؤامرة.. أن نغير الحاضر والماضي.. وما كان ويكون.. فالنهايات أحياناً مؤلمة.. مبكية.. لا تليق بالنجوم.. ولكننا لا نستطيع إلا أن نقول "إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون".
أحب نور.. أحب نجوميته واختلافه عن الآخرين.. أحب روحه وحماسه.. كأنه فارس من زمن آخر جاء لزمننا بالصدفة.. فلديه شخصية قيادية وضعته مع الأساطير والنجوم.. قدم لنا المتعة سنوات طويلة لدرجة أننا لم نعد نتذكر ما قبل نور.. ومن الصعب أن نتخيل ما بعد نور.. سيبقى نجماً أبدياً بغض النظر عن أحداث هذا الأسبوع.
ستفقد كرة القدم جاذبيتها.. ستفقد لمعتها.. وسيفقد الاتحاد مخالبه وخطوطه.. لا أتصور النمور بلا نور.. لا أتصور النمور والقميص 18 غير موجود.
لا يلام جمهور الاتحاد إذا حزن.. لست اتحادياً وحزنت.. ففراق نور مؤلم.. حتى كرة القدم حزنت.. من الآن سيمشي الاتحاد وحيداً ويلعب وحيداً.. بأي نفس سيشجع الجمهور.. أي هتافات سيرددها بعد نور.. كل الأغاني حزينة.. وكل المباريات مظلمة في غياب النور.
أعرف أن هناك من سيقسو على نور.. من سيدعي المثالية والصفحة البيضاء.. من سيجرده من كل ألقابه.. من سيضربه بسياط الفروض والمفروض.. من سيستغل القضية للشماتة.. لكل شامت.. لكل من شمر عن ساعديه وسل سيف الهجوم أقول "نور وضع بصمته على قلوبنا.. انتهت القصة.. لا نريد أن نسمع ما تقول".
لا تهمني تفاصيل القضية.. لا يهمني إن كان قد استعمل المنشطات.. أو كان دواء كحة.. أو حتى دس له في الحليب.. فكل ما حصل يبقى صغيراً أمام نور.. مهما حصل يجب أن يودع الملاعب بشكل يليق بما قدمه لوطنه وناديه.. يجب أن يقام له حفل اعتزال بحجم الفرح الذي أدخله إلى قلوبنا.. فليس كل يوم يولد نجم مثل نور.
لنور أقول "قدمت ما يكفي.. قدمت ما يشفع لك بأن تخطئ ولا تخطئ.. فارفع رأسك عالياً.. تاريخك يستحق أن تفخر به.. تاريخ الاتحاد يستحق الفخر.. فالنمور تبقى نموراً.. ونور يبقى مصدر النور".
قبل أمشي
تعيين الأستاذ جميل الذيابي رئيساً لتحرير صحيفة عكاظ أفرحني لما يمتلكه من خبرة صحفية واحترافية وشخصية قيادية. هذا القرار أعاد الهيبة للصحافة وأعاد الصحافة للصحفيين. أنا على يقين بأنه سينقل عكاظ لمرحلة جديدة من التميز والإبداع.