مصاصو الطاقة
على حد علمي للطاقة البشرية ثلاثة أنواع هي: الطاقة الروحية والطاقة الجسدية والطاقة الذهنية فالطاقة الروحية: من أهم أنواع الطاقة , لأنها تغذي النوعين الآخرين, إذا كانت طاقة الروح عالية فإن الإنسان يقوم بمهام وأعمال خيالية خلابة وإبداعية قد لا يستطيع أن أي إنسان القيام بها إلا من وصل إلى هذه المرحلة, وخير مثال على ذلك ما حدث في زمن النبوة, في زمن النبي محمد بن عبدا لله عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث ضرب لنا صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمثلة مثيرة فعندما طلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الصحابي زيد بن ثابت (رضي الله عنه) أن يتعلم اللغة العبرية فتعلمها في 21 يوما قراءة وكتابة وتحدثا كأنه ولد بها هذه الطاقة الذهنية الرائعة لا بد لها من طاقة روحية عظيمة تدعمها و لا أجد خيرا من العبادة غذاء للروح والطمأنينة للقلب (ألا بذكر الله تطمئن القلوب), والطاقة الجسدية: لن يستطيع الإنسان إنجاز عمل أو القيام بمشروع دون الطاقة الجسدية, وكما هي تعين في قضاء حوائجه فإنها تعيقه عن الوصول إلى مراده فمهم أن نرعاها ونغذيها ونحافظ عليها ونحسن استغلالها.أما الطاقة الذهنية: فقد تكون أكثر أهمية من الطاقة الجسدية, فالعقل هو أعظم ما من الله به علينا, ولو استثمر قواه وطاقاته لصار الوصول إلى أي شيء يمكن تحقيقه والوصول إليه, كيف لا ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين الذي للعقل فيه فعل خير من قوة ألف رجل , وعلى كل حال الكل منا يعرف أو يسمع عن مصاصي الدماء حيث ظهروا كشخصيات خيالية في العديد من المسلسلات الأجنبية الجديدة أو القديمة والأساطير وأفلام الرعب, وبلا شك تتغير أدوارهم حسب المواقف والقصص ذات العلاقة , ولكن الشيء المخيف هو ما ظهر في عصرنا الحالي من مصاصين من نوع آخر ففي الوقت الذي نسمع فيه عن مصاصي الدماء ظهر لنا (مصاصو الطاقة) ومن وجهة نظري بأنهم تماما يشبهون مصاصي الدماء إن صح التعبير وهم الناس المحبطون الذين لا يرون أن الطاقة الممنوحة للبشر يمكن استثمارها بما يفيد في المكان المناسب ولخدمة الدين والمليك والوطن فتراهم بيننا في العمل سواء في المجال الإداري أو التعليمي أو الصحي أو الخدمي الخ , يغرزون أنيابهم الطويلة في الناجحين الذين يقدمون خدمات وعطاء بلا حدود إيمانا منهم بأهمية وجودهم في هذا المكان وبحثا عن الأجر والمثوبة من الله أولا ثم طلب السعادة والرضا بما يقدمونه فتجد مصاصي الطاقة المحبطين لا يرون في الإنجاز وتقديم العمل على أكمل وجه أنه عبادة وفيه خدمة للوطن فترى في بعض الأعمال وعندما يرى المحبط أو ما أفضل أن أسميه مصاص الطاقة شخصا يعطي بإخلاص ويؤدي مهنته بكفاءة وتفان بحثا عن التميز ويتمتع بالعمل والعطاء والنبل في الأخلاق والتعامل يجد فيه المتعة والمحبة والبحث عن السعادة وطلب الأجر من الله يأتيه من يحبطه ويصرف طاقته ويقلل من همته وإنجازاته و لك أن تتخيل تلك العبارات التي تسمع من بعض الأشخاص عندما يرون التميز والإنجاز من شخص في العمل فيقول له عبارة قوية محبطة (عوج دربك ترتاح) أو ما أحد والله عارف عنك وعن جهدك أو عبارة ثقيلة كقول (اللاعب والتاعب واحد) أو (والله ما أحد جايب خبرك تعمل أو ما تعمل) (وش حادك على التعب) أو ماذا (سيحدث لك لو أخذت تقدير ضعيف أو متدن ليس متميزا ثم ماذا) كل هذه العبارات يستخدمها مصاصو الطاقة ولأن المتميزين دائما يتطلعون إلى المبادرات الفردية الناجحة بالإضافة إلى العمل الجماعي المعتمد على روح الفريق فيتطلع إلى من يشجعه ويشد من أزره ودفعه إلى الاستمرارُ في أي موقع تراه يعمل بكل كفاءة وتميز ثم يأتيه ممن هم في العمل من يحبطونه ويمصون طاقته ولذلك يغفل العديد من القيادات على تفقد العمل وتكريم وتحفيز المبادرين المتميزين المتصفين بالصدق والوفاء في العمل فالعمل يحتاج إلى قائد تنفيذي صاحب قرار يقدر العمل والمبعدين ويتابع التميز ويقدر المبادرات الفردية والجماعية وتقدير المتميزين الباذلين في العمل بروحهم وجسدهم وذهنهم للتميز وهمسة أذن للمحبطين مصاصي الطاقة بأن الوطن يتطلع إلى المستقبل حيث لم يعد للكسالى ومصاصي الطاقة المحبطين مكاناً والله الموفق.