الهلال أكبر
من جيريتس
غادرت شخصيات هلالية مرموقة وضعت (اللبنات) الأولى للفريق العاصمي الكبير دون أن يتأثر بل زادت بطولاته وإنجازاته ومكانته بين كافة الأندية، فالزعيم الأزرق أصبح مؤسسة رياضية عملاقة داخل الوطن وخارجه، وهو من يصنع المدربين واللاعبين والإداريين ويمنحهم الفرصة، للتألق والشهرة والأضواء.
ـ رحيل المدرب جيريتس أو بقاؤه في الموسم القادم لا يعني أن الهلال ستزيد ألقابه أو أنها ستتجمد عند الرقم (50) فالكيان الكبير تم تأسيسه على بنيان راسخ وعميق، ومتين، ولذا قدم لنا من مدرسته (الخالدة) كوادر إدارية وفنية يشار إليها بالبنان، ويكفي أن نذكر الأمراء هذلول بن عبدالعزيز وعبدالله بن سعد (رحمه الله) ونواف بن محمد وبندر بن محمد وعبدالله وعبدالرحمن بن مساعد، ومحمد بن فيصل، وعبدالرحمن بن سعيد، وفيصل الشهيل، ورجالا كانت بصماتهم مميزة داخل البيت الأزرق يتفوقون وبمراحل بأثرهم وتأثيرهم، عن جيريتس، ومع هذا لم يتنازل الهلال عن الزعامة أو المنافسة عليها، بعد أن فضلوا الراحة وأسلموا زمام الأمور للجيل الجديد الذي أكمل بكل أمانة وإخلاص!
ـ قبل أن يحضر جيريتس جاء مدربون من جنسيات مختلفة مثل البرازيلي باكيتا والروماني يوردانيسكو وكوزمين وغيرهم ونالوا مع الهلال بطولات أكثر من جيريتس، وبعد أن أنتهت عقودهم أو استقالوا أو أقيلوا لظروف مختلفة خاضوا تجارب في أندية مختلفة فسجلوا نجاحات متفاوتة، لكنها بالتأكيد ليست مثل تجربتهم مع الهلال وآخرهم كوزمين، الذي تراجعت أسهمه في الخليج بعد إخفاقه المتتالي مع السد في الدوري القطري والبطولة القارية ليتحول إلى (سمسار) لنادي النصر محضراً ابن جلدته (المعاق) باتيري بمبلغ يضاعف ما يناله في دينامو بوخارست أكثر من (20) مرة!!
ـ تصرفات جيريتس الأخيرة تعطي مؤشراً أن الرجل يرغب في المغادرة أو أنه يريد استغلال الهلال وتوريطه أيضاً بقوله أنه سيدربه حتى نهاية مشاركته في البطولة الآسيوية، ثم يجعلهم يبحثون عن بديل في وسط الموسم وحينها يكون جميع المدربين الجيدين قد ارتبطوا بعقود طويلة، فتضيق الفرص، مثل ما حدث في العام قبل الماضي حيث أشرف على الفريق عدد من المدربين من جنسيات مختلفة بدأ من مساعد كوزمين إلى عبداللطيف الحسيني إلى البلجيكي جورج ويلكيز لتضيع هوية الفريق فيخرج الهلال من جميع البطولات الكبرى خالي الوفاض وكان أخطرها الهزيمة من أم صلال على ملعب الملك فهد الدولي ليضيع الظهور في مونديال الأندية للمرة الأولى!
ـ وأخيراً أقول: إن الكيان يجب أن يكون أكبر من الأشخاص مهما كبرت مكانتهم، فالهلالي جيريتس لا يرغب في الاستمرار والنصراوي سلمان القريني يفضل الراحة ومن هنا فإنني أنصح الرئيس المحترم الأمير عبدالرحمن بن مساعد والرئيس المثالي فيصل بن تركي بتحقيق رغبتهما والبحث عن بديل، فالوقت في صالحهما فمسيرتا العالمي والزعيم يجب ألا تتوقفا مهما بلغت قسوة الظروف، فالناديان الكبيران تجاوزا عراقيل وعقبات أشد مرارة.