النصراويون الجدد
هناك في النصر مدرستان مختلفتان تتسابقان لإعادة الفريق الأصفر لتقديم النجوم والحصول على البطولات، الأولى يقودها الأمير فيصل بن تركي وتعتمد على إحضار اللاعب الجاهز، مستفيداً من الموارد المالية الضخمة التي توفرها الشركة الراعية وبعض المداخيل الأخرى،
بالإضافة للدعم الذي يقدمه من جيبه الخاص، والثانية يتزعمها العضو الداعم ومعه الأخ العزيز عمران العمران، حيث الاهتمام بالقاعدة ببناء ملاعب تدريبية ومرافقاتها مع الحرص على إقامة معسكرات خارجية مثل ما حدث في العامين الماضيين في البرازيل ومصر.
ـ المنهجية التي يتبعها النصراويون الجدد رائعة لكنها تحتاج لمزيد من الوقت، فالبناء ليس كالهدم.. لكنني أعتقد أن الاهتمام بالقاعدة السبيل الوحيد لإعادة العالمي لتحقيق البطولات الكبرى، فثمار العمل فيه نتائجه بدأت تظهر بوضوح بانضمام أكثر من (14) لاعباً لصفوف المنتخبات السنية والحصول على كأس الأمير فيصل بن فهد لدرجة الشباب لموسمين سابقين والمنافسة الجادة على لقبي ممتاز الناشئين والشباب.
ـ النصراويون الجدد يتمتعون بالحماسة والرغبة الجادة في إعادة فريقهم للمنافسة، وهذا ما أظهرته الخطوات المتسارعة التي يتبعها الأمير فيصل بن تركي الذي أحضر المدرب زينجا وتعاقد مع العناصر الأجنبية وأقر المعسكر التدريبي والمباريات التجريبية المزمع إقامتها لتصحيح الأخطاء التي حدثت في الموسم الماضي (القاسي)، حيث واجهت الفريق الأصفر ظروف الإصابات والإيقافات والمؤامرات المتتالية.
ـ أعرف أن جمهور الشمس استقبل خطوات كحيلان بحذر شديد وتحفظ كبير ولم يحتفل مثل ما فعل في العام الفائت، لكن التاريخ يقول إن الإدارات النصراوية السابقة كانت تتحرك ببطء شديد فتبدأ فترة الإعداد وتقترب فترة تسجيل اللاعبين من الإقفال دون التعاقد مع نجوم قادرين على تقديم الإضافة الفنية المطلوبة.
ـ سمعت من بعض النصراويين ومتابعين رياضيين آخرين يتحدثون عن تواضع قدرات المدرب زينجا والمدافع البرازيلي، وأظن أن هذه الآراء متسرعة، فالإيطالي لديه فلسفة فنية جديدة مخالفة لخورخي داسيلفا الذي قدم عملا (بطوليا) رغم الظروف العنيفة التي وقفت أمامه، ولذا سنشاهد نصراً يخوض مبارياته بأسلوب دفاعي، أما المنهجية الهجومية فإنها رحلت مع رحيل الأورجوائي المرموق.
ـ أقول لجمهور النصر إن إحباطات العام الماضي أصبحت في بطون التاريخ، فإدارة فريقها التي حضرت بخبرة قليلة تعلمت الشيء الكثير من موسمها الأول بعد أن تأكد لديها أن ناديها محارب، وأن المؤامرات تحاك ضده بأسلوب رخيص، ومن هنا فإنني أظن أنها ستعالج الاختراقات وستطرد المنتفعين الذين حضروا لمصالحهم الخاصة فكانوا بمثابة (السوسة) التي نخرت في جسد الفريق.
ـ وأخيراً أتمنى أن يتم التفاهم مع الشرفي العاقل والفاهم عمران العمران بالإشراف الكامل على فريق (21)، فالنصراوي الشاب كان من المساهمين في بناء قاعدته بالمال والفكر مع الدكتور الرافض للبوح عن شخصيته، فهذه الأسماء النصراوية المتميزة حضرت لتأسيس استراتيجيات وقاعدة جديدة تكون الفائدة لسنوات طويلة، وإن استمروا على ذلك فإن النصر عائد لمكانه الطبيعي حتى لو لم يحصلوا على الأضواء والفلاشات التي يبحث عنها البعض، فهل يأخذ من أفكارهما فهد العجلان وعلي حمدان لكي تتطور بقية الألعاب المختلفة وتحديداً السلة الهابطة والقاعدة العاجزة.
إلى اللقاء يوم الجمعة المقبل.