2009-11-27 | 18:00 مقالات

قنبلة البلطان

مشاركة الخبر      

قال رئيس الشباب في معرض دفاعه عن حقوق ناديه إن مسمى الأربعة الكبار أصبح اليوم شعاراً قديماً ولا ينسجم مع واقع المنافسات المحلية حيث تنحصر بين الثلاثي (الاتحاد، الشباب، الهلال) في إشارة منه إلى أن النصر والأهلي قد خرجا من الحصول على الألقاب الكبيرة أو على الأقل التواجد في المباريات الحاسمة.
ـ تصريح خالد البلطان نزل على أنصار الأهلي والنصر والمسؤولين فيهما كالصاعقة فتداخل أكثر من إداري وشرفي من هنا وهناك للدفاع عن حقوق نادييهما ومهاجمة كل ما هو شبابي رغم أن الواقع يحكي قصة أخرى.
ـ المؤرخون الذين يرفضون التلاعب بالتاريخ ويصرون على كتابته بشفافية يثمنون التطورات الفنية والإدارية الهائلة التي عاشها الشباب في ربع القرن الماضي، فالليث الأبيض لم يكتف بالحصول على البطولات المحلية، بل تجاوز ذلك بحصد الألقاب الخارجية خليجياً، عربياً، قارياً مقرونة بتقديم أفضل النجوم التي حفرت اسمها في سجلات الحركة الرياضية السعودية.
ـ البعض يقول إن الشباب تعرض للهبوط لمصاف أندية الدرجة الأولى، وهذه حقيقة لا جدال فيها لكن هذا الهبوط الذي حدث في بداية الثمانينات من القرن الماضي كان إحدى خطط أبناء شيخ الأندية للتخلص من بعض اللاعبين، الذين قادوا الفريق من إحباط إلى آخر.
ـ الشباب من وجهة نظري الشخصية النادي الوحيد الذي شهد مرحلتي تأسيس ـ الأولى ـ عام 1367 حتى موعد هبوطه للدرجة الأولى فطوال الثلاثين عاما لم ينل الفريق أي بطولة محلية كبرى، رغم تواجد نجوم دولية أمثال الصاروخ (خالد سرور) إبراهيم تحسين وعناصر أخرى تملك الموهبة والمهارة لكنها لم تقدم ما هو منتظر منها.
ـ الفترة الثانية بعد العودة لدوري الكبار بدأت الإنجازات حيث نجح إداريو النادي العاصمي الكبير أمثال الأمير خالد بن فيصل بن سعد، والأمير خالد بن سعد، وأحمد جمعة الحربي، ومحمد النويصر، وسليمان المالك، وشخصيات شبابية مرموقة أخرى، ترفض البوح عن أسمائها من تحويل فريق كرة القدم من فريق وديع يرضى بالفتات إلى بطل يهزم الاتحاد، الهلال، النصر، الأهلي، في المواجهات الحاسمة.
ـ الشباب الحالي فريق "مفصلي" وأحد أركان الكرة السعودية بل أحد أهم أركانها، ومن الناحية الفنية يتفوق على الأهلي والنصر، وينافس الاتحاد والهلال، على نيل أغلى الألقاب، حتى وهو يفتقد بعض الأدوات المتوفرة عند الزعيم والعميد، وأبرزها القوة المالية والإعلامية والجماهيرية لكن رغم هذه النواقص وهي بالمناسبة، مثل هبوطه للدرجة الأولى لا تعيبه بل (ربما) تكون إحدى عوامل نجاحه ـ فمن يدري.
ـ تصريح رئيس الشباب واقعي وليس فيه ما يسيء للأهلي والنصر حتى وإن استفز البعض، فكرة القدم في جميع أنحاء العالم على صعيد الأندية والمنتخبات تشهد الكثير من المتغيرات فهذا المنتخب الأورجواني صاحب اللقب الأول لكأس العالم وكذلك المجر تراجعا كثيرا ولم يعد لهما تأثير فني كبير مثل ما كان في السابق، والحال تنطبق على الكرة الكويتية والسودانية على المستوى العربي، أما على صعيد الأندية فالأمثلة متعددة في هذا الجانب ففريق ستوك سيتي وديربي كاونتي وهما الناديان الأقدم في العالم يقبعان في مجاهل أندية الدرجتين الأولى والثانية الإنجليزية.
ـ وأخيراً أؤكد أن الشباب تطور بفضل فكر وإخلاص محبيه والأهلي والنصر ترجعا لكثرة الخلافات بين أبنائهما، ويكفي أن أقول إن نائب رئيس النصر عامر السلهام تحدث بإعجاب كبير عن الأسلوب الشبابي وأنه يتمنى أن يراه مطبقاً في النصر، مع التنويه بأن هبوط الشباب جاء لأسباب جوهرية وأهداف شرفية ولم يأت على طريقة يوفنتوس الإيطالي التي أساءت لتاريخه العالمي العريض.