شباب النصر
كان الأمير فيصل بن تركي منصفا وهو يثمن الدور الفاعل الذي قام به عمران العمران وزميله العضو الداعم، اللذان اهتما بالقاعدة النصراوية، فتكفلا بتسجيل عدد من المواهب الكروية، وأقاما المعسكرات التدريبية الخارجية، فكان من ثماره عودة النصر للبطولات، وتواجد صغاره في المنتخبات السنية.
ـ مساء الجمعة كان شباب النصر في قمة حضورهم، فرغم غياب الهداف السريع أحمد الجيزاني وثلاثي الوسط فهد الرشيدي، عبدالإله النصار، ناصر السبيعي والمدافع علي فتيني والبقمي إلا أن ذلك لم يكن سببا في ضياع الكأس، فروح الفانلة الصفراء عند العنزي، عاشور، عبدالمحسن عسيري، سيفاني، كانت حاضرة، فعوضت النقص المؤثر.
عندما تحضر الروح، ومعها التركيز والرغبة في الفوز فإن الكثير من الطموحات سوف يتحقق ـ وهذا ما أكده شباب النصر ـ وتحديدا في ركلات الجزاء الترجيحية، فجميعها سجلت بعد أن نفذت بدقة ومهارة شديدة من دون خوف أو توتر قد يحدث بداعي النقل التلفزيوني المباشر والحضور الجماهيري غير المتوقع، فعشاق الأصفر البراق سيطروا على كل ركن من أركان الكراسي الزرقاء.
الفرحة النصراوية الطاغية لم تكن بسبب المحافظة على اللقب الغالي بل جاءت بعد أن شاهد جمهوره كيف تحولت قاعدته الكروية (المهملة) إلى مركز قوة يقدم المواهب للفريق الأول مدعومة بثقافة البطولات والمنافسة عليها، الأمر الذي يعطي مؤشرا أن مستقبلا واعدا ينتظرهم في حالة الابتعاد عن المؤثرات الخارجية التي تساهم في إيقاف مسيرة هذا النجم أو ذاك.
الذين تابعوا شباب النصر وهم يرسمون البسمة على شفاه كل عشاقه من أعضاء شرف وإدارة وجماهير، تحدثوا كثيرا عن الحالة الفنية المتردية التي يعيشها الفريق الأول، الذي يقدم أسوأ العروض الكروية رغم الملايين المصروفة عليه، ليضطر العديد من محبيه لمقاطعة مبارياته، بعد أن وصلوا إلى قناعة تامة بأنه ينطبق عليه المثل العامي (الفريق مصاب بالفالج.. وش تعالج).
الفارق كبير.. وكبير جدا بين ما يقدمه صغار النصر وكباره، ففي الوقت الذي يقدم شباب (العالمي) ملاحم كروية جعلت محبيه يشعرون بالفخر والاعتزاز مستشرفين مستقبلا زاهيا لناديهم، يواصل صديق، البحري، الواكد وغالي، والصقور، تقديم عروضهم الفنية (البائسة) التي تجلب الحسرة والحزن والندم، لتجعل كل مشجع نصراوي يطرح سؤالا: من أحضر مثل هذه العينة المستهلكة من اللاعبين التي جاءت لتقضي آخر أيامها في الملاعب في النادي العاصمي العريق؟!
لقد أكد شباب النصر بتألقهم وحفاظهم على اللقب أن الأصفر لن يعود إلا من خلال الاهتمام بقاعدته الكروية التي أنجبت أبرز نجومه عبر تاريخه المجيد وفي مقدمتهم الهداف التاريخي للكرة السعودية الكابتن ماجد أحمد عبدالله وزملاؤه يوسف والهريفي وتوفيق وهاشم ونجوم كثر آخرون، ولهذا فإن رئيسه مطالب بزيادة الاهتمام بالقطاعات السنية والحرص على توفير كل ما يحتاجه اللاعب الصاعد من مواصلات مريحة وسكن جيد وتغذية سليمة وتدريب عال ليصل إلى أفضل المستويات، فمثل هذه المنهجية هي التي ستعيد فارس نجد لجادة البطولات الكبرى، أما غير ذلك فإن النصر سيدور في فلك إحضار مدرب ثم إلغاء عقده أو جلب بقايا نجم تبدأ الحفلة وتنتهي بالتصوير معه، مثلما حدث مع الدوخي أو الكويكبي أو هداف الكرة العمانية حسن ربيع.