“عموري” الأبيض
لو قمت بفك وتركيب منتخب الإمارات، ودرست العنصر والآخر، لوجدت " عدة أفراح بين " عموري" وبقية الأبيض لاتقتصر فقط على الظفر بالكأس، منها المهارة، ومنها العقل المفكر، ومنها " أداء الجماعة " ومنها الروح والتفكيربصوت مسموع بين مطر والمدرب ولاعبين آخرين، منها أيضا " كمية المُهدر من الفرص" رغم كثرة ماتصل للمهاجم والتسديد الأرعن أحيانا، ولكنها في الأخير خلطة البطولة، وما يحكمه من تباين بين عنصر وعنصر من خبرة ومهارة ولا خبرة واجتهاد، غير أنك ستتفق معي على - عموري - المفكر وليس المهارة فحسب، فهو يدرس أين " يروغ " ومتى يضع الكرة ـ أين، والهدف، ذلك - الأول - بتلك الطاقة من فلسفة كيف يمر فيما يفكر في " أين " الثغرة التي يسدد فيها كرته. وهذا طبعا حدث مع عدة منتخبات فرحت أكثر من الإمارات في هذه الكأس التي " أبلغ " ما فرح بها منتخب هو الكويت ثم يليه من مارس ذات الرقصة بل وذات " الرأي" الذي أدونه هنا من كاتب وآخر تحدثوا عن السعودية عدة أمجاد، وعمان ذات التنظيم واللقب، ولك أن تكمل بقية " الانطباع "، غير أنني أقرأ " عموري فقط "، وطبيعي أن أهنىء الإمارات الشعب واللاعب والاتحاد والمدرج الذي زاحم حتى يفرح بجم خلق ومؤازرة، ولا أغفل ما كان يصمت إعلامه ولا " يتهاتر" أو يتقادح ليحول مسار دوره إلى ماليس إعلام، وقد يصب في خانة " السفسطة "، وأبقى في عموري التكنيك والأداء والمهارة ولو كان كخالد قهوجي مع فارق طول ونحالة جسد، ولكنه سخّر كامن طاقته ليحول مسار الأمر لصالح منتخب بلاده. وليس " التقييم " بقدر ما " أنطبع " وأتفاعل مع أداء لاعب خليجي لو كان آخر لمنحته ذات الانتقائية من المقال، بل ومن كونه نواف العابد الذي لم يشارك المنتخب السعودي لإصابته، وليست المقارنة، ولكن تسليط الضوء على ما جيل يقل ويظهر كالـ " نوادر" في عقد هذا أو ذاك من المنتخبات، كما في العراق من خمسة شباب ولكنهم " آليون " وليسوا نوادر فيما يؤدون مهمتهم باقتدار من قتال وروح وكر وفر، والذي يفرق هنا " اللاعب الظاهرة " أو " كاريزما النجم " وكيف يفرض طريقة أسلوب أدائه على رتم متلق يتابع منتخب ما، فتبقى في مسّي ومارادونا وماجد وكثيرون " ظواهر" يكملهم " عموري" وفق فكرة " الشو " مع ارتفاع منسوب المهارة، وطريقة كيف يفكر ليتقدم، ويسخر طاقاته لسياق عام ولايبقى بمفردة " المنتصر". قد من البناء الجسماني والعضلي في " عموري" مالم يكتمل وإن كان " وزن اللاعب فيه أكبر" ووزن المهوب داخله أثقل، فيقاس ممن ظاهرة، وفق رأيي المتواضع الذي لك أن تختلف معه، ولكنه في الأخير " يمر " ولو على حساب اللاعب الخصم اللصيق الذي يحرس قدميه، فقد كان " عموري " في كل مرة " يتوغل " ويعدد أسلوب كيف يمر ويمرر ويمد الآخر بكرة الخطر، وهذه " عقلية المحترف" وليس " النمط" الجامد الذي ينفذ المهام وقد يتخلص من الكرة وفق حساب احتمال الخانة أو احتكاك الخصم به، وهنا " فطنة " الكبير الذي يدفعك لأن تحرس قدميه كمشاهد وكرجل مراقبة داخل الملعب له باهتمام، هو " ضجة " دورة المنامة إن لم تخني ذاكرة الرصد، مع ضجة المدرب قصير الأجل أو حكيم شاكر العراق، هذا بما مرر وذاك بما قرر في " محك الوقت ليتولى تطويع الأسود كما يلقب العراقي منتخب بلاده "، ولن أغفل ما استفاد " حكيم " من مرحلية زيكو، ولكنه في الأخير كان أقل الخطأ فخرج منتخبه نصف البطل، فيما " عموري" كان في كل حالة تقدم إماراتية من مباراة لأخرى أحد أهم أسباب أن ينتصر منتخب بلاده بلغة من فعل ماذا، ولكنه فعل " له" الإقناع، وقد " الإجماع" وعلى أن جاء " عموري " الكبير وفق حب يطاق وقد لايطاق من خصوم حرسوا أقدامه وحاولوا الإمساك بها وقد تحطيمها عدة مرات ولكنه " الزئبق " ويمر. ذات زمن تحدثت عن نايف هزازي الاتحاد بذات الإعجاب ولكنه " أُغفل" وقد تكون تمت مزاحمته وقد توظيفه بما لم يدعه يمر أكثر، هي أيضا نواف العابد " الآن " وعبدالعزيز الدوسري، ويحيى شهري المنتخب، وياسر الفهمي، وقد آخرين لم أرصدهم ولكنهم ذات سياق " عموري" مع فارق الفرص، بل وذكاء من يفرض ماذا من لاعب " متى " .. فقط مجرد رأي فيما أبارك " للأبيض " ولشاكر .. بل وللدورة أن خرجت " رصينة " ودون خدش .. ولو على الأقل لم يضرب هذه المرة جمهور " أحد " ـ " أحد " .. وهذا يقيس وعي ما بلغ الشاب الخليجي من حكمة عدم الانفلات .. غدا نلتقي بإذن الله.