عدل الانحياز
طقوسها: فَضّة وغليظة قلب! ستأتي " مشحونة بـ (ما) تلك التي تقبل كافة أوجه التجاوز، ولكنها يجب أن تبقى في الأرض، حدود ما عشب ولا يحطم أو يسخر من الأشياء، منذ زمن لم أكتب عن الاتحاد بما يكفي، قد يكون لما تراجع وارتبك وغاب عن بطولة، ولكني أعتقده دوماً وأبدا من أندية " الوزن الثقيل"، لاتؤكل كتفه بسهولة، أعرفه منذ أكثر من 23 عاما، فيما أعمل لدى هذه السيدة صحافة، وشقيقتها كتابة، في كل مرة أفتح فنجان قهوتي عليه أقرأ تاريخه المختلف، وأكتشف أني " أحبه"، ليس بدرجة ذلك القابع بجانبه " أهلي "، ولكني لا أتقن لهذا الاتحاد سوى الحب، فأغلب أصدقائي منه، وأغلب من أتنافس معه منه، وأغلب من أتقادح معه ـ النكتة ـ والأخرى بعد الهزيمة لي أو علي منه، ولم يتبدل هذا التباين مع كرة القدم، ولا مع ما يُؤسَس له من أحقاد يتهم دوما وأبدا الإعلام بأنه " رأس غليص"، ولا مع ما ينتصر ويخسر، قد لكون الكاتب " يتوازن"، والصحافي أو ناقل الخبر " يتوازن"، ولكني أتحدث عنه اليوم كالصديق وليس من يبادله " الشحن"، فلو صعد على الأهلي لكانت ذات الغبطة لكرتنا، ولو صعد عليه الأهلي لكانت ذات ردة الفعل فسعودي واحد من ثلاثة ذهب إلى هناك، وهذا عدل الانحياز لما عام وليس للخاص، فيما الخاص يذهب إلى أن " أهاتف كافة أصدقائي في الاتحاد لأبارك لهم الهزيمة ـ كما يفعلون معي في حالة الربح ـ دون شك "، والذي يهمك كقارئ لماذا قلت: طقوسها فضّة وغليظة، فيما أشير إلى ديربي آسيا اليوم الذي يجمع ندين على بعد واقع واحد من الحلم، وبالتالي قلت: ستأتي مشحونة ليس بما أعصاب الجماهير التي تتقادح, وتختلف، وتتمنى دوماً، ولكن بين المدير الفني وضرَّته، والعنصر والعنصر، والوعيد والآخر، ما يعني أن تتوقع مشاهدة كرة قدم بقتال عال الجودة، وأن يكون التركيز سيد التهام الفرص، وأن يتحصن اللاعب من اللاعب، ويستغل الخطأ / الخطأ، هي في ملعب الاتحاد وبالتالي حسابات: لايلج فيه الهدف ولايفرط في حسم مبكر، فيما الأهلي يذهب لوجه أخرى: سجل ثم سجل مع وصايا ـ عدم التقدم الموغل في الغباء ـ وإلا كانت الكرة عليك. كافة مثل هذه القراءة الانطباعية يحملها وعي الجمهور، والمدرب، واللاعب، ما يعني أن يتجاوزها المقال ليصل إلى حدود تصف الأمر بـ "مباراة كرة قدم " ليس أكثر، لايجب أن تحمل تبعات أخرى، لا كراهية ممقوتة، ولا فتن، مباراة لاتستغل الأشياء، لكوني أنا وأنت نكره أن نكون " مغفلين"، فهي في سياق ما يشاهد " الأحفاد"، ليس علينا أن نضع في ذهنيتهم سوى كرة القدم بمتعتها، تلك الخالية من الكراهية، وظلم الأشياء، وتكريسها على أنها أحقاد مؤجلة، هي ذات أن ـ لا تضرب خصمك ـ دون كرة، أن تهذّب مهارتك كما تعمل على ـ تربية أحلامك ـ لتكون مستحقة ومشروعة وعادلة لاتشبه قطّاع الطرق. " مباراة كرة قدم ".. ولكنها تبقينا هذا المساء لنلتقط الأشياء بشكل الديجتال، دقة توثيق التفاصيل والتقاطها، وبما أننا أمام أغلب العالم العربي ـ ولو على الأقل ـ لايجب أن نقدم لهم إلا ما كرتنا، وثقافتنا، وعينا، وفهمنا للتنافس، وليس هذا للاعب بل حتى للمسؤول، للمتحدث، للإعلام، لما يصب في خانة تعريف " أجمل"، تبدأ من طفل أو طفلة وتنتهي لآخر هناك يرصد الموقف، مثل هذه " المثالية " لا ـ أبتعدها ـ عن حضارة الاتحاد والأهلي، ولا وعي الجماهير، ولا فهم التنافس في كرة القدم، لابد من منتصر، وعليه أن يتواضع، فيما الحزن سينتقي هذا المساء جماهير عدة تفسّر الهزيمة، ولذا قلت فظّة وغليظة قلب لو أردت أن أُجّج هذا المقال لقلت: سيكسب الأهلي ولو أطفأته لقلت: سيكسب الاتحاد.. قلتهما معا.. أليس كذلك؟.. غدا نلتقي.