هل كلنا (ذلك) ؟
كثيرة هي الأفكار، وبكثرة ما بلغ المواطن العربي من تقنية وسرعة وصول للمعلومة، وبالتالي تحول إلى مدوّن، وإلى ناقل، والى رئيس تحرير، وإعلام دون توجيه، وبكامل الدسم، حتى لو أصابك بالكوليسترول، وما هذه التوطئة إلا من باب أن الأفكار صارت متاحة، وتأتي كالسوق الحرة مثلاً في فيس بوك، وتويتر، ومواقع الصحف، والكثير من مواقع التواصل الاجتماعية، وبالتالي تتوالد وتتلاقح الفكرة والأخرى، ليتحد الخير معاً، والشر أيضاً، كل وفق ما بذر من فكرة ورأي وحسابات، من هنا تجد أن ما قد يكون قدم للرئيس العام لرعاية الشباب السعودية الأمير نواف بن فيصل بن فهد من اقتراحات وآراء وتنظيرات وغير تنظيرات فيما ليست الكلمة انتقاصاً، بل بلوغ درجة عالية في مستوى التفكير أكثر مما يتوقع كحملات الإصلاح تلك التي ترى أن كافة ما لدى رياضتنا فسد! بل ومن باب: كان الخلل في عدم تطبيق هذه الأفكار، ومن باب: نحو واقع أجمل، ومن ثالث: أنا أفهم وأرى، فخذوا بأفكاري لتنجحوا، وهنا لا مأخذ سوى الكم على حساب الكيف، وبصياغة أخرى: هل رعاية الشباب السعودية لم تلاحظ كل ذلك في مسيرة ربع قرن؟! ولم تدوّن، ولم تدرس، ولم توثق الاحتياجات ولا تعلم ما يرتبك ويتوّجس، فيما الجديد النائب القديم للمشروع؟
أيضاً: طالما المشروع التطويري يتطلب كافة الأفكار وبهذه الكثافة، ويتطلب سرعة وإتقان ما يجب أن ينفذ وفق الوقت والرؤية والأهداف، ماذا عمّا قبله من مشروع، ومن مراحل عمل، وما إذا سيتعارض معه من آراء جديدة ويتفق؟ هنا لا أقف موقف الضد مما طرح ولكني أتحفظ على (كثرته) تلك التي تعني دراسة وتحليل مضامينه وقس كم يكلف ذلك من وقت وجهد ومال، وعلى كون كل هذا الكم من التنظير قد يوجد حالة التباس لدى المفكّر في رعاية الشباب كي يقدم مشروعاً ينجح، ولكن هل يفعل تحت كل هذا الكم من الوصاية، ومن ضرب الأمثلة، وتقديم النظريات والحلول، وبشكل أحادي عن المشروع القديم باتجاه الجديد وفي سياق قد لا يأتلف معه؟!
هل على الرئيس العام وجهات العمل في رعاية الشباب أن تبدأ من تحت خط الصفر؟ هذا ليس صحيحاً، ولكني أيضا أقول: لسنا كلنا (مفكرّين) ولا (منظّرين) ولا ممن (يحملون رؤية) ولسنا أيضا لا نمتلك الحق في ذلك! ولكن! هي قدرات كأن تحمي البيدق على ساحة الشطرنج، وتنتبه لما سيهاجمك من فيلة.. إلى اللقاء.