المكّرم ـ صديقي ـ خالد!
احترت كيف أكتب, فيما بين إهانة الألمان للإنجليز أمس والقيصر الجاهل بيكنباور يؤكد نظرية غباء كرة الإنجليز بمكائن تعمل ببخترة, وبين رجل بحجم (صديقي) الذي أراه أهم ما في الأمر, لم يكن لدي خيارات منتصرة أكثر من سيرة (صديقي) الذي أراه (شمساً).
ـ ليس أجمل من أن تأتي (مشاعر) ناس, ولا أجمل من أن يتفق عليك (الحب), ولا من أن تكون في قمة سلطتك (متواضعاً), صديقي يملك كل ذلك, يملك أيضا أن يعلم الآخرين البساطة, وينزع منهم لغة (الكبر) تلك التي تسكن من لا يمتلكون شيئاً ولكنهم (كبر)!
ـ لك أن تتخيل (صديقك) واعياً, ومثقفاً, ويقرأ تفاصيل الأشياء, فيما تبادره برأيك الذي قد لا يكون مكتملاً يقدم لك وجهة نظره ويبتسم على أنها رأي متواضع, فيما قدم لك كامل حكمته, صديقي أيضاً يكره الأبراج العاجية تلك التي ينظر للناس من خلالها على أنهم أقل, لم أشعر أنه ذات يوم أناني, ولا متسلط ولا يقهر ويضغط من يخالفونه الرأي.
ـ بدأ شهرته من (المدرج), شاب مشجع بسيط واكتمل (مجداً), أسهم في بناء أهم إمبراطوريات الورد, ذلك الذي نادي كرة - شامل - و(فخم), فبعد أن قاتل من أجل فريقه داخل أرض الملعب, قاتل من أجل ناديه كي يأتي مختلفاً لا يخدش حياء الآخرين, ولكنه ينتصر في معارك عدة يتفق الجميع على كونها له.
ـ أصر وأنا أكتب مفردة (صديقي) كوني تعلمت التواضع منه, فيما بالإمكان أن أكتب (أمير), (ورمز), وصاحب قلب كبير وصاحب سمو ملكي, ورجل (تاريخ), ولكنه بالنسبة لي أجمل من كافة الألقاب, أفضله (خالد) ذلك الذي مشاعر(ناس).
ـ لك أن تتخيل صديقي وهو منذ عشرات الأعوام (يكرّم) الناس, يكرّم الرياضة, يكرم حملة عرش أمجاد الأهلي, يسوق الرأي والآخر بأدب, يرتدي شعار ناديه مشجعاً ولاعباً وإدارياً ورئيس نادٍ ورئيس أعضاء شرف في تدرج أشبه بـ (الحضانة الطبيعية - المنطقية- لعملية نمو رياضية مكتملة), لم يقفز, لم يأتِ من خارج أسوار القلب, فيما هو ينهي ملف أزمة وأخرى بصمت, وبملايين, وبدون أن يمن على أحد, أو ينسى من الأهلي أحداً, حتى المشجعين وأصحاب الفاقة ومن يحتاجون (صديقي) خالد, يذهب لمنازلهم, يشاطرهم الأفراح ويتلمس فيهم الأحزان, ليس لكونه (رياضياً فقط) بل لكونه مشاعر حب صادقة قلّما توجد.
ـ بعد هذا كله صديقي , لم يمارس دوراً إقصائياً ضد أحد, قليلون من لا تغويهم السلطة بعروش القهر, أليس كذلك؟! وفيما صديقي (كل ذلك التواضع), يأتي تكريمه غداً الثلاثاء, بعد رفض دام سنتين, لم يكن فيها يوافق على التكريم من باب نكران الذات, وقد يغضب كوني سردته أو استقصيته كهذه المعلومة, ولكني أحسبه يستحق من التكريم ما يليق وبما هو أكبر من ليلة لا تكفي لأن تكون ثمناً لحياة رجل أرّخ الواقع الرياضي قبل الكرة, لم (يزعجنا) ذات يوم بكم دفع, وبكم (تأزم), وبكم (حل أزمة), وبكم (بنى), وبكم أحضر عشرات المدربين ولا اللاعبين, ولا حتى بكم من قال لهم غادروا الأهلي بصمت فيما كانوا ارتكبوا أخطاء في حق الأهلي قاتلة.
ـ يكفي أن أوجد للأهلي حضانة عشق مختلفة لا ترتبط بتلك (الكاركترات) المؤذية, ولا بتلك التي تأتي لتأتي دون أن تعلم ماذا تفعل, وبتلك التي تجعل من الآخر (سبايا), وتتآمر عليه, يكفي أن بنى ما بنى وأسس ما أسس, ونظر دوماً لما هو أعلى, وطبيعي جداً أن يكون كل ذلك, كونه رجلاً لا يهوى النظر لما هو أدنى.
ـ يفكّر ويقترح ويأتي بإضاءات, فيما هو (أكثر) يشعرك وجوده بكونه (أقل), لم أشعر به ذات مرة زحاماً ولا مارة, لم أشعر به (يتمدد) على حساب مجد, فيما لو فعل لكان الأهلي (يغنيه), كونه ناد ملك, يقال عنه الإمبراطور, ويقال عنه (أقدم قلاع الحرب), ويقال عنه: (خالد), ذلك الذي لم يسبق وأن اختلف أي أهلاوي على كونه يجب أن يرحل, ولم تطالبه الجماهير في أي وقت مضى إلا (بالحب) أكثر وأكثر, قد تغبطني على صديقي ولكني سبقتك في ذلك فأنا (أغبطكم) جميعاً عليه, صدّقني لم أقل فيه سوى ما أراه في أخ وصديق وليس (أمير) فقط , وقد لا أكون وفقت في هذا المقطع الأخير, من منطلق أن (ذلك حقه), ولكني أتحدث ببساطتي عنه, تلك التي لم يقمعها فيّ أحد ذات يوم, حتى لو خالفته الفكرة والأخرى والرأي والآخر, ليس أجمل من أن تكون مشاعر صديقك, كما يأتي فيك نبض, فما بالكم (والرجل مشاعر ناس), فقراء, أغنياء, وقبيلة عشق تلك التي أهلي من الوريد إلى الوريد.
ـ سأتوقف ـ كوني أحتفل به منذ عرفت الأهلي, وسأواصل الفرح ـ فقط أطلب منكم مزيداً من تكريم من هو خالد, من يفعلون المجد بصمت, من لا يأتون زحاماً ومارة ولا مشاعر - فيما هم لا يخدمون سوى (منفعتهم) تلك التي على (حسابك), فيما أنت تشرعن الأمر من أجل أن تحيا في قامات تسقط , إن أردت أن تقرأ ما قدمه خالد (اقرأ "الرياضية") ـ اقرأ كل صحف الدنيا ـ التفاصيل تخبرك من هو (صديقي) ـ (خالد) ـ مع قبلة على جبينه ـ هل تريد أخرى ـ قبّل الأهلي خالد ـ إلى اللقاء.