هل أرضعته بثديها كاملاً؟
لن تجعلني غطرسة المدرب البرتغالي مورينيو أكتب فقط، بل أتبضع أحرفاً من نور، فيما هذا المترجم يحطم خصومه ويجعلهم كالقطع المتناثرة الصغيرة، فهو ليس أكثر من (رؤية لأهداف)، هو يرى بعين (لا تخجل) من أفعالها ولذا يقرر السير وينتصر، قرابة الساعة والنصف أمس وأنا أجمع شتات البرتغالي مورينيو، وأقرأ منه القليل من ذكائه إلى غباء الآخرين وسط نعوته لهم بمثل هذا البطء في التفكير كما فعل مع فينجر، وكما وصف مالك تشلسي إبراموفيتش آنذاك وهو يقول عنه: "إن عمل معي في التدريب سيتصدر فريقي الذيل، وإن عملت معه في التجارة سيصيبنا الإفلاس"!
ـ ثم إنني لا أعتقد أن مورينيو صبر على جينه الوراثي، ولا أن يكون تشبث به فيما والده حارس المرمى أراده لاعباً، فتحول إلى ملك يحكم أوروبا تدريباً، فيما يحمل دبلوماً في التربية الرياضية، بل فيما كان بدأ مترجماً مع روبسون، وحقق معه الكثير من الإنجازات غير أنه فضل أن يبدأ بتدريب فريق شاب صغير في بلدته!
ـ قال مورينيو ذات يوم: لن أقبل بتدريب منتخب إنجلترا ورفض العرض ذلك الذي كان في كأس عالم، بدعوى أنه لن يقبل بأن يدرب أي منتخب ضد منتخب بلاده، أثار ضجة بذلك ولكنه صنع المجد!
ـ يكفيه أن جعل يوهان كرويف الرئيس الفخري لبرشلونة يطلق عبارته الشهيرة تلك التي ترفض وجود المترجم مورينيو مديراً فنياً للنادي الكتالوني فيما كان حقق معه أمجاداً كمساعد مدرب!
ـ يكفيه أيضا أن كل نادٍ تولى عرش تدريبه حطم أرقام الذهب، ثم إن من حقه أن يفاخر بذاته طالما هو يحقق المجد، من حقه أن يمد قدميه أكثر، كونه شرساً يقاتل بضراوة، حتى لو قال عن فريسك الحكم الشهير إنه تحدث بين شوطي مباراة مع خصمه، ما دفع الأخير للاعتزال!
ـ ستكون مهمة مورينيو مع ريال مدريد أسهل، فيما يرى كريستانو رونالدو ليس لاعباً (ندرة)، إنها الحرب كريستيانو ها قد بلغ أعتاب قريتك (الذئب)!
ـ أمسك رأسي وأكتب، كون مورينيو يرتكب (الذهب)، ويتعلم اللغة كما فعل في إيطاليا من أجل أن يرد على الصحافيين، أمسك برأسي وأكتب فيما مورينيو لا يبقى بعد تحقيق الأمجاد، أشعر به يرفض سياسة التحنيط تلك التي تخلدك (ميتاً)!
ـ كان له أن يبقى في بورتو وتشلسي وميلان، وبرشلونة في وقت سابق، ولكنه يفضل أن يأتي إلى مدريد، لماذا إذاً يكابر مورينيو؟ هل لكي ينتقم أم لكي يصفي أمجاد من ينعتونه بـ (الكبر)؟ فيما هو يستحق أن يكون دون شك صاحب مرتب العشرة ملايين يورو، هل يريد مورينيو رأس كريستيانو رونالدو في مدريد أم أن يصيب كرويف برشلونة باحتباس الدم في الوريد ؟!
ـ يبني مورينيو منهجه التدريبي على الأداء المستمر المتوازن طوال التسعين دقيقة، ولكنه ثعلب، ففيما بين هذه وتلك يجيد قطع طرق الخصم، ويختزل غزواته بأفكار، يقرأ جيداً، ويركز، وينفذ ما بين المواجهة والأخرى ما يريد!
ـ لك أن تتخيل أن من أقوال مورينيو أن (بيسيرو) مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من ندرة المديرين الفنيين في العالم، ولكنا لا نعلم ماذا يريد، لك أن تأخذ - رؤية مورينيو- وتتركها، ولكن هل يعقل أن يبني مورينيو رأياً تدريبياً غير صائب فيما هو يحقق المجد من الوريد إلى الوريد ؟!
ـ كان هذا المقال عن مدرب فريق النادي الأهلي السعودي (فارياس) ولكني عندما قرأت مورينيو بتركيز شعرت بأن المساحة لابد وأن يأتي فيها (مورينيو)، ذلك الواثق، الذي يُسيّره الدهاء، فيما كان فريقه يتراجع سأله أحد الصحافيين عن فقدان النقاط، كان أن قال: لست خائفاً عليه بل أخشى على فريقي من أنفلونزا الطيور، علي أن أتبضع لي ولفريقي كمامات وأشياء أخرى فالحياة أثمن، بعدها بقليل قلب طاولة المعادلة وتقدم.
ـ ثم إن مورينيو لم يكن يصلح للعب كرة القدم تقول البداية: كان يرافق والده ولكنه كان نحيلاً وبطيئاً في الركض، أمه المُدرسة قد تكون حولت الأمر لديه، قد تكون هي من أغوته بالمجد وأرضعته الذهب، فيما فشل والده الذي صار مدرباً في أن يصنع من ولده لاعباً (هيرو)!
ـ تقول النكتة لدينا - كعرب - نؤمن بالنموذج الواحد ذلك الذي يتكرر، يجب أن (يكح) الولد كأبيه، ويمشي كأبيه ويظلم كأبيه، فمن شابه أباه (ما ظلم).. أشكر كافة المواقع التي قرأتها عن مورينيو, فقد قدمت لي المعلومة التي نقلتها لكم.. بما في ذلك كيف (أرضعته) أمه.. فيما لم يكن رجلاً غريباً، كان قائداً غريباً، ولا أعلم هل رضع من ثديها بالكامل أم لامس حليب المجد فقط؟.. إلى اللقاء.