(مشاوير) حائرة
لابد وأن يحدث هذا التأزم حول تنظيم دورة الخليج العربي لكرة القدم، تلك التي بالتدوير أو وفق الدور والآخر، فلم تفرغ اليمن من تجهيز منشآتها بعد، فيما لم تطلب البحرين التنظيم ولكنها تبني منشآت وملاعب في نفس الوقت، وفق البحرين التي لا تمتلك حق تقييم منشآت اليمن ولا حق إبداء وجهة النظر حولها، وبالتالي الأمر واضح في كيف أن التخطيط للدورة غائب إلى حد كبير, لا يتجاوز الحصول على علم الدورة من وفد إلى آخر، وبالتالي تسمع أقاويل في كل منحى، سواء على مستوى التنظيم، أو فيما يخص الحقوق والنقل وكافة تفريعات المسألة تلك التي تشير إلى التخطيط، وأن الرياضة الخليجية لا تبنى ولا تهدم إلا برأي وليس بأوراق عمل، وبالذات حول دورة الخليج تحديدا.
ـ كنت في وقت مضى كتبت عن أزمة الدورة المقبلة، وكان أن علق علي أحد الأشقاء يبدو أنه يمني قائلا: لا تقلل من إمكانيات اليمن، فيما لم أفعل ذلك، ولكني كنت أشير إلى أن الرغبات لا تكفي لتحقيق الطموحات، ولابد وأن تفصل فيما بين اليمن كأشقاء وإخوة، وبين الإمكانيات تلك التي لم تفرغ من تجهيز ملاعب الدورة حتى الآن، ثم إن الأمر يأتي وفق خبرات تنظيم، وجاهزية أصعدة عدة لا ترتبط فقط بالمنشآت، بل بكافة تفاصيل الفعل التنظيمي من أمن، ومنشآت، وحقوق، وتكاليف، إلى آخر الأمر.
ـ أتمنى أن تتجاوز اليمن أزمة الوقت، والتوقيت، وألا يكون ملف الدورة الذي هو إلى أمس بين مد وجزر حائرا إلى هذه الدرجة، بل أن تكون هناك توضيحات علنية للجمهور الرياضي الخليجي، فيما قرأت أمس وأمس الأول تصريحات يمنية جاءت مطمئنة إلى حد ما، قرأت أيضا أخرى بحرينية لا تتفق وتنفي وتختلف، لكن هذا ليس صلب الموضوع، فما كنت أعنيه في ذلك المقال السابق، أن التخطيط لدى دول عربية كثيرة في الجانب الرياضي يأت بطيئا، ويقتصر على ألعاب ولعبات معينة، من ناحية البنى التحتية، وأن التخطيط في أغلب الدول العربية فيما يخص الرياضة، يأتي مع الأزمة وليس قبلها، وأن النظرة العامة لدورة الخليج مثلا تبدأ وتنتهي بكوننا أشقاء، ولكن ذلك لا يكفي في مال وأعمال واقتصاديات الرياضة، ولا فيما يخص التنظيم، حتى لو قلنا جنوب إفريقيا مثلا للتو فرغت من منشآتها لأن ذلك جاء من باب مصالح (فيفا)، وجاء من باب حسابات مختلفة لبلاتر مثلا، ويكفي تأكيدا ألا تأتي فرنسا على رأس مجموعة فيما أتت جنوب إفريقيا في أعلى قائمة المجموعات فيما فرنسا تحمل كأس عالم، ولكن الأمر هناك مرتبط بمال وأعمال، فيما دورة الخليج لا ترتبط بأكثر من كونها للأشقاء، وبالتالي يأتي المنظم وفق (المشورة) وليس وفق الأحقية، والبنية التحتية، والأرباح والخسائر كون هناك مساعدات في كل منحى وصوب.
ـ إن لم يكن الأمر كذلك، لماذا هذا الضجيج إذاً، ولماذا يفهم الأمر على أنه تقليل من دولة على حساب أخرى فيما دورة الخليج ملفها حتى اللحظة (حائر) أو شكاً وليس يقيناً؟ إن كنت أشرت إلى ما أغضبك يا صديقي القارئ في السابق وكان أن أبديت رأيك على استحياء وسعدت به، فهذا لا يعني أني أهملت الرد عليك كقارئ، ولكني قلت أسوق لك أمثلة على أرض الواقع تلك التي تشير حتى هذا الصباح إلى أن أمر دورة الخليج مرتبك ومقلق ليس لأن اليمن من ستنظم، ولكن لأن الدورة المقبلة أيضا ستشهد نفس (مشاوير) الوفد والآخر، والرأي والآخر، والشك والآخر، ما يعني أن الدورة لا تأخذ حقها الكافي من العمل، ولا من التخطيط ولا من حسابات كيف تنجح أكثر أو تأتي عادية ومليئة بالمشاكل تلك التي نقول عنها (أشقاء).
ـ أتمنى أن يجانب رأيي الصواب، وأن يقابله أن نعرف الآن ما هي آليات وشروط ومعايير أن ينظم هذا البلد الخليجي أو ذاك (دورة) تثير كل هذا الضجيج، من الفعل ورد الفعل، وتجعل دولتين خليجيتين تبنيان منشآت في نفس التوقيت، فيما تذهب دولة للجاهزية، وأخرى إلى ما قبلها بدقائق، وتذهب أخرى لكونها لا تهدف لإرباك تنظيم أخرى وسحب ملفه وأخرى تشير إلى كون الأمر حسم لصالحها، فيما يظل المشجع الخليجي يسأل: (حلوها ولا لا)!
ـ أتحدث عن التخطيط في العالم العربي، وفي خدمة ملفات العمل الناجح، وفي كون الأمر تجاوز العادات والتقاليد
(والأشقاء) إلى مال وأعمال وحقوق تنظيم، وبزنس، للرياضة، وإلا لما كانت جنوب إفريقيا ظفرت بدعم بلاتر، ولم تحظ به دول أخرى، وإلا لما كره الألمان بلاتر عند تنظيمهم لكأس العالم، وهم يختلفون معه حتى على محلات السجق والهامبرجر.
ـ أكرر لا أقلل من اليمن، ولكني أتحدث عن كون الكرة اقتصاديات، وتخطيط، وعمل مبكر، فليس ذنب اليمن أن تمنح الملف، ولكن ذنب من رمى الكرة في ملعبها، فيما آخرون كانوا يحلمون بأن تكون الكرة في ملعبهم ليقوموا بتسديد الكرة بشكل مختلف فيما هم لا يمتلكون سوى ملعبين لكرة القدم فقط (وفق رأي مسؤول في ذلك البلد الشقيق)، ومع ذلك نظموا الدورة ويسعون للتنظيم ـ أين المعايير إذاً؟.. إلى اللقاء.