هذا الغلبان
كنت أشرت إلى هذا الأمر منذ أعوام, آنذاك .. تمنيت أن أكتب بعد حين, وأن يكون الأمر اختلف, أو تطور أو تحور, وبما يتفق مع عدم هدر المال العام , بتلك الطريقة, التي لا تختلف كثيرا عن ذلك الشخص الذي يحاول الإضرار بك وأنت تثق به.
ـ بعد كل هذه الأعوام , صار الأمر (عادة) أكثر من كونها (حلول لمشكلة) , بل زاد الأمر سوءا والأندية وليس كافتها, تمارس مثل هذا النثر للمال في العيون, وتستجدي وتلاحق, اللاعب الذي يعلم جيدا متى يبتز الإدارة أو النادي , كونه يقتنص الوقت بعناية, إما على إثر فوز بمباراة أو قبل بطولة أو لمعرفته بأن يده في النادي طويلة, من خلال من يخدمون عليه من إداريين , يقومون بتزكيته فيما هو لا يصلح .
ـ أتحدث عن .. عادة .. تجديد النادي لعقود لاعب وآخر, وليس عن وعي النادي في كيف يجدد ولا مع (من) ولا بكم , ولا , وفق ماذا , كل ما في الأمر أن اللاعب استنفر أعوانه, والأعوان يستغلون الوقت من أجله كي يبقى لهم صوت داخل الفريق, وكل ما في الأمر أن لاعبا (ما) , استغل سوء عمل الإدارة التي لا تعلم عن حاجتها للاعب إلا وفق توصية المدير الإداري , ووفق كون الفريق تحت - طائلة - مشاركة في بطولة فيرضى بأي أحد ليجدد معه , فيما الواقع الفني للاعب يشير إلى كونه – خلص – أو بأعطال – أو ببطاقات ومشاكل – أو لا يخدم الفريق أكثر من نفسه – أو لا يصلح أصلا , ولكن تزكية (ما) نفت عنه كل ذلك وبالتالي يجدد معه , بشكل أو بآخر , ويدفع النادي المال بشكل أو بآخر , كون – لا بديل ولا مناص من التجديد – وفق الرأي الإداري وليس الفني داخل النادي , حتى لو كان اللاعب (نكبة)!
ـ هذا أمر .. والآخر أن هذا اللاعب لو وضع على قائمة الانتقال قد لا يتم بيع عقده , ولا تتم المزايدة عليه , وقد ينتهي , وتلك أيضا مشكلة , وبالتالي تبدأ - مشاعر – أعضاء الشرف والجماهير تطالب به , وتفرضه , وتلوم من لم يجدد معه , وتربط الخسارة والأخرى بغيابه , ويتحول إلى صداع بالنسبة للمدير الفني وللإدارة كون (أعوانه) سيمارسون هذا الدور بالنيابة عنه , والأعوان ليس بالضرورة أن تكون جماهير محبة ولا غاضبه ولا صحافة , ولا أعضاء شرف , ولا (قرايب) , ولا كروت توصية في النادي , بل (كل ذلك)!
ـ وكأن النادي يجب أن يسدد فاتورة كل ذلك, فاتورة كون اللاعب لا يصلح , وفاتورة كونه استغفل , وكونه هدر ماله العام , وفاتورة كون نتائجه متردية , وفاتورة وعي اللاعب (المضروب) , أو المصرقع الذي قد يفقد النادي نقاط مباريات مهمة , أو يدخله في أزمة نقص عنصر , ووفق البطاقة والأخرى أو وفق ضعفه الفني, بل إن بعض الأندية قد يجدد مع لاعب (مشكلجي) يستخدم يده ولسانه أكثر من قدميه وتجدد له فيما قد تترك لاعبا – جيدا – بلا أعوان , أو حاشية إدارية وجماهيرية تخدم عليه , بالتنبيهات والتحذيرات من عدم التجديد معه , ولا يسأل حتى المدير الفني عنه .
ـ ما يستفزني شخصيا أن (يمسك النادي برأسه) , مع كل حالة تجديد , في حالة أشبه (بالحقوني) أو أنقذوني مما أنا فيه , كوني بلا مال , ورجاء لا تشيروا (في) إلى إهمال , إهمال أن أرضى بالفتات , إهمال من يقيّم من للتجديد معه , إهمال من يفاوض باسم النادي ويحصل على تجديدات بأقل تكاليف , إهمال من يقدم تفاصيل مكتوبة كاملة عن اللاعب المستهدف, يرصد من خلالها مرحلته مع الفريق, إهمال من يجب أن يتحدث عنه ويطلب التجديد معه هل هو (خويه) الإداري أم صديقه الفني, أو (صاحبه) عضو الشرف .
ـ الأمر أشبه بعدم الاحتراف العملي داخل الأندية , وليس أغلبها , بل الكثير منها , وهي تمارس حالة التجديد والأخرى , أو تنسق دون مقابل, وتندم , وإلا لما بقي ثلاثة أرباع اللاعبين في أنديتهم منذ سنوات, بعضهم حتى يعتزل وهو يجدد معه.
ـ ويبقى – الجمهور - هذا (الغلبان) حلقة في حب النادي – تدور - يسب ويشتم , ويقرر المقاطعة , ويقوم بلوم المدرب , ويتساءل عن (إلى متى) ؟ فيما يقرر أن يكون في المباراة المقبلة أول الحضور .. إلى اللقاء.