يوتيوب الأهلي
لا أعتقد أن جمهور الأهلي يطمح في أن أشير إلى كون الفريق الأول لكرة القدم بالنادي يعاني من ـ أزمات ـ وفقدان ذات ـ ومحصلة تشير إلى تأزمه محلياً وآسيوياً، فيما يرى رئيسه عبدالعزيز العنقري أنه لم يتسبب في ذلك وفق حواره مع "الرياضية" مشيراً إلى إصابات، ومحترفين، ومدرب، وتفاصيل أعتقد أن أي نادٍ يتعرض لها، فالإصابة موجودة في كافة الأندية، وسوء اختيار اللاعب، والخسائر أيضا، ولكن المسألة ليست بالكم بل بالكيف.
ـ الحلول في الأهلي مؤجلة وبطيئة وبهدوء يقتل أنصاره، ولغة التهدئة مستمرة منذ فترة ليست بالبسيطة، ولو حقق الأهلي ـ بطولة - خلال هذه الأزمة ـ فذلك لن يقنع أنصاره، وهو بهذا المستوى الباهت في الدوري بين ضجيج هدر النقاط وعودة وليد عبد ربه وعدم عودته، ولاسيما أن الصحافة حذرت وأشارت، وانتقدت، وبلغة راقية، لم يتم من خلالها الاقتراب من الإدارة بل من الأهلي أكثر وقبل أن يبدأ الموسم، في وقت قُد فيه قميص أحمد المرزوقي أكثر ـ كرئيس ناد وليس كشخص ـ نحترمه جميعاً، وهو الذي حقق بطولات في زمن يحتاجها الأهلي، ولكنه انتقد بشدة في آخر فترته الرئاسية، والفريق آنذاك ـ من وجهة نظري ـ أفضل بكثير، فيما لو قورن بالحالي، ولو من باب الحماس والروح وعجرفة نيبوشا، رغم خطأ إبعاده وإعادته وإبعاده، أقول رغم ذلك كله كان الأهلي مقنعاً (إلى حد ما)، يتجاوز حد الفريق الحالي بكثير.
ـ ولعل مالك معاذ منذ تلك الفترة لم يقدم ـ أكثر من ذلك ـ ولاعب كحسين عبدالغني مثلا لم يتم تعويضه بنفس (الكواليتي) أو الجودة منذ رحيله، وشخصياً لم أشاهد أثراً للمعسكر الخارجي، ولا للمدرب، ولا للاعبين أجانب على قدر عال من تحويل الخسارة لفوز، في وقت لم يكن فيه الدعم المالي كما هو موجود الآن، ثم إذا ما وافقت الأخ العزيز عبدالعزيز العنقري على كونه لم يمض في الرئاسة سوى قرابة السنة والنصف، هل يتحمل أنصار الأهلي وزر .. كم بقي وكم لم يبقَ؟ وإذا ما كانت تقارير المعسكر لدى الإدارة، والبطولة واضحة المعالم ـ كالدوري ـ مثلاً، وتعلم سلفاً أن لديك إصابات كلها (في عضلة البطن)، واستدعاءات للمنتخب، إذا ما كنت تعلم ذلك كله فأين الحلول البديلة؟ ثم إن الأهلي منذ سنوات طويلة وقبل الدعم المالي الحالي يذهب في أكثريته للمنتخب، وينافس ببدلاء، ويظفر ببطولات، ما الذي تغير فيما المال أكثر والبديل أكثر؟ وهذا حدث في زمن إدارات مختلفة، بل إدارات كانت تعاني من ـ وضع يد ـ على القرار في فترات معينة، ومع ذلك لم يقدم الأهلي فريقاً بمثل هذا المظهر، ولا هذا التواضع الفني، ولا هذا (اللا حس)، ولا أسوق هذا من واقع التبلي على الفريق، وأشير إلى تصريح المشرف على الفريق الأمير فهد بن خالد لـ"الرياضية" أمس كون كل ذلك (يصاب) به الأهلي، إذاً أين الإدارة؟ أين من يحدد مواضع الخلل ـ المشكلة ـ قبل حدوثها ويوجد لها صيغ تلاف، أما أن يكون التبرير جاهزاً عقب كل مباراة، وبشكل تبادل أدوار، فقد يكون الأمر بلغ حده لدى الجمهور ولعل منتديات النادي على ـ النت ـ تشير إلى ما كان أعظم .
ـ أقف قلباً وقالباً ـ مع الإدارة، مقدراً هذا الحماس المطلوب دعمه بمستشارين كبار، ذوي خبرة، بشرط أن يكون هناك ـ محاسبة ـ للمقصر، وباللهجة ـ الدارجة ـ عين حمراء ـ ضد من يتسيب، ومن يمارس بطالة داخل الفريق، إدارياً كان أم لاعباً، وأشدد على ـ إدارياً ـ كون كل إداري يعتقد أنه هو (فقط)، ولديه ـ مجموعة دمى من اللاعبين ـ وبالتالي ـ شللية مبطنة ـ وبالتالي الإداري أولى بالضبط والربط قبل اللاعب، وقبل ذلك كله إن (الأهلي)/ أكبر من ذلك تاريخاً وعملاً وتنظيماً، ولذا لا تستغرب هذا الاستعداء للإدارة من الجماهير ولا من الصحافة، فالتعبير عن الاستياء حق مشروع، فما بالك وهو يخسر من أندية ـ لا توازي ـ حجم الأهلي مالاً وعتاداً ولا هالته وتجعله يخسر وبشكل مذل، وتجعل أنصاره بمثل هذا الحزن عليه، بل إن ما يحدث للأهلي الفريق يسجله إعلام مرئي مكثف يختلف عن أهلي زمان، وإعلام زمان.
ـ لعل مثل هذا الطرح يعيد ترتيب البيت من الداخل يا عبدالعزيز العنقري ـ ويا فهد بن خالد وفق حماسكما الذي أحترمه ـ ولكن لا يكفي فهناك خلل، وكبير، وحله يجب أن يكون عاجلاً، خشية أن يقع الأهلي ـ الفريق ـ والنادي أيضا فيما هو أسوأ، من مثل هذه الصدمات .. أكرر (يوتيوب) الأهلي لم يعد مثيراً، ويتم تداوله بشكل مختلف عمّا كان الأهلي عليه من ـ ترف ـ وأعتقد أن عاما ونصف العام تكفي لقراءة مشهد الأهلي يا إدارة، فهناك من قرأ المشهد في فترة أقل وقفز للأعلى وهناك من غادر أو بالأصح (غادرته) الجماهير، والدعم، فبقي وحيداً حتى سقط .
ـ عبارة (متطوع)/ جيدة / وتحترم، ولكن ليس عندما ترتكب الأخطاء يتم الاتكاء عليها، فهناك (متطوع) يحقق بطولة ويبني مجداً، وآخر (يتطوع) وفق طاقته ولكنه يهدم أكثر مما يبني .. هذا لا يحتاجه ـ أي مجال ـ ونقول له : جزيت خيراً، ولكن هناك من هو على (إغاثتنا) أقدر وأكثر.. وبصدق لقد تعب جمهور الأهلي من التبريرات، إن لم تصدق تصفح المواقع، ثم اهدأ قليلا وفكر.. وتدبر الأمر .. فتش عن الخلل.. إلى اللقاء.