2009-10-19 | 18:00 مقالات

تفاصيل الخلاف

مشاركة الخبر      

قالوا عنه: بكى وأنكر جميلهم عليه, وكيف له أن يتهمنا بجلب إسرائيليين للنادي ما يشير إلى غضب واضح وردة فعل من مالك النادي الإنجليزي بورتسموث الجديد السعودي على الفرج ـ وفق ما نُشر ـ وهو يسعى لضخ أمواله في صفقة استخلصها من (فهيم) الإمارات, بل أبقاه رئيسا وأقصد عضو شرف النادي الأهلي الجديد (الفهيم), مقابل سداد التزامات بورتسموث بالكامل و10%, وإلى هنا فالخلاف ينشب بين أهل المال والأعمال دوما, ومنهم من (يصرخ) في نزاعه, ومنهم من يحلحل بطريقة صامتة, ولذا تأتي خلافات شرفيين عدة من أهل (المال والأعمال) في أندية سعودية على المنوال فيما النادي مجرد علاقة (بيزنس), وإذا اختلف الطرفان صفى كل الآخر ليستحوذ على بقية الكعكة, ولن أدخل في تفاصيل علاقات شرفيين سعوديين انتهى بهم الأمر إلى القطيعة, وأبقى مع بني إسرائيل بورتسموث, فالغضب جاء وكأن بورتسموث خاليا من الشوائب, وأن ما يعكر صفوه هم الإسرائيليون فقط, دون أن يتم الالتفات إلى تفاصيل أخرى من (أصول) (ومراهنات) وغير ذلك مما قد لا يتفق معه الشارع الرياضي العربي كونه ينظر للأمر من باب (شرعنة الرياضة) ومن زاوية الحلال والحرام (ليبارك أو لا يبارك) الصفقة, فيما الآخر ينظر للأمر من باب (أنظمة وقوانين), ما يعني أن أمر بني إسرائيل في بورتسموث سيكون جزءا من كل لتخف الوطأة.
ـ وهناك من يذهب إلى أن سوق المال والأعمال في أغلبها نظم أوروبية وأمريكية وبالتالي التطبع مع الواقع أمر مهم, وإلا لما (اكتتب) جزء كبير من العرب فيما يطرح من أسهم شركات ينقسم عليها أهل العلم ما بين (يجوز ولا يجوز) فيما النظام المصرفي ليس إسلامياً في الأصل, ومن هنا قد تجد رأيا شرعيا رياضيا حول جواز شراء هذه الأندية, والاتجار بها, ومن ثم (التعامل مع فقه للواقع) يبقي أو يطرد هذه الجنسية أو تلك من الأندية.
ـ ثم إن (فيفا) ضد العنصرية, ولا يقر أي اتحاد ينتمي للون أو عرق أو مذهب, لتأتي بعد ذلك جدلية أخرى بين (أهل العلم) و(أهل الكرة), وقد يعادي (فيفا/ الفهيم) بمثل رأيه ذلك ويقف ضد صفقاته تحت طائلة العنصرية, وإن كان ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي: (لا يرغب في عرب يديرون أندية أوروبية) وهذه طبعا ليس عنصرية من رئيس زار إسرائيل وارتدى القبعة اليهودية وبكى أمام حائط المبكى!
ـ الموضوع جد شائك, وإن كان يدعم توجه رجال مال الأعمال والعرب إلى السوق الرياضي السعودي كونه يقوم في كافة تعاملاته على الشريعة الإسلامية, من بيع وشراء ومصرفية, ولا أبالغ أن أقول إنني قرأت هذا الأسبوع أكثر من 15 خبراً صحافياً يتحدث عن (بزنس الرياضة), وعن كون السوق السعودية تسعى لأن تكون محور اهتمام العرب رياضياً, وقرأت تفاصيل اتفاقيات, وقبل ذلك أن المصرفية الإسلامية وفق خبراء واقتصاديين على مستوى العالم هي حل أزمة العالم المالية, والنظام الأكثر أمناً, حتى لو تجاوز العالم أزمة الانكماش والركود (والفلس).. إلى اللقاء.