النويصر والمعجل والثلج

من يحمل الثلج في الشمس ،حتماً سيجد نفسه في موقف محرج للغاية،وسيقاتل لكي يحمي نفسه من كميات الماء المتناثرة عليه،وسيفعل كل شي حتى لا تتبلل ملابسة،هو من أختار أن يخرج في الشمس وهو يحمل الثلج ،فلماذا يحمل الآخرين مسؤولية قراره وفعلته؟
هذا بالضبط مافعله القائمين على بعثة المنتخب السعودي، الذي شارك في البطولة الودية الدولية، حينما سمحوا للاعبين أن يخرجون في لقاءات تلفزيونية، في ساعة متأخرة جداً من الليل وقبل ساعات فقط من اللقاء النهائي لهذه البطولة مع منتخب الكويت.
حينما شاهدت اللاعبين في التلفزيون وفي هذه الساعة المتأخرة،كنت مستغرباً وساورني الشك تماماً أن تكون تلك السهرة التلفزيونية على الهواء مباشرة، وقلت مستحيل فربما أنها مسجلة،وحينما تابعتها أيقنت أنها على الهواء مباشرة،ومازاد من استغرابي هي لقطة الختام، فحينما أعتذر الزميل عبدالرحمن الحميدي من اللاعبين لتأخيرهم عن النوم إلى هذا الوقت، كانت الإجابة التي وضعت أكثر من علامة استفهام (لسه باقي القهوة مع خالد المعجل)!
كتبت خبر نقدي حول هذه الحادثة،وكانت ردة فعل رئيس البعثة محمد النويصر عبر برنامج تلفزيوني غاضبة جداً،ومن ثم جاءت ردة فعل مدير المنتخب خالد المعجل وعبر التلفزيون أيضاً،وكأن هناك (افتراء) بينما كانت الناس (ترى وتسمع)!
هرولة هؤلاء نحو مهاجمة خبر صحيح،يدل أن هناك خلل ما ويدل على عدم وجود ثقة بالعمل الذي يقدمونه،فمثل هذه الأخبار النقدية كان يفترض أن يستفاد منها،والغريب أن هناك من قال لماذا تكتب (ماهو وقتها)؟.. ربما يكون وقتها في التصفيات وليس في دورة ودية!..وربما كان يفترض السكوت عن الأخطاء،ومن ثم نجد لاعبين الأخضر يشربون القهوة مع المعجل والنويصر في سهرة (صباحية) في ليلة مباراة هونج كونج.
نسيت أن أخبركم أن الفلاسفة قالوا غالباً مايكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة،ونادراً مايكون حليف اؤلئك الذين يتهيبون المواقف ونتائجها..
وسلامتكم.