جمهور للفوز فقط

مشكلة الكثير من جماهير كرة القدم أنها تتعامل مع أنديتها بعاطفة أكثر من منطق وعقل، فحينما يفوز الفريق تكيل له عبارات المدح والثناء، وتصبح الإدارة الأفضل عملاً والمدرب الأجدر، واللاعبون النجوم الأقدر في الملاعب.
وبين هذا الرأي وعكسه خسارة مباراة، فعند الخسارة تتحول عبارات المدح والثناء إلى شتم وهجوم، والإدارة إلى الأضعف والعاجزة، والمدرب الذي يجب أن يقال واللاعبون (مجرد تكملة عدد).
وبالمقارنة بين الجماهير العربية والأوروبية، نجد أن الأوروبيين يدعمون فرقهم أكثر عند الخسارة، ويعملون على تخطي الإخفاق عن طريق رفع روحهم المعنوية بالمدرجات في المباراة التي تلي مباراة الخسارة، بينما الجماهير العربية وتحديداً السعودية تعاقب فريقها في المباراة التالية بمدرجات خالية وهجوم في كل صوب.
ما لفت انتباهي تلك المطالب الكبيرة والهجوم الشرس من قبل بعض جماهير نادي النصر، بعد التعادل مع الفتح وفقدان صدارة الدوري(مؤقتاً)، ودعوتها للإدارة بعدم الذهاب لبطولة دوري أبطال آسيا بهذا الفريق، وطبعاً هذا الفريق الذي يقدم مستويات جيدة هذا الموسم وينافس على صدارة الدوري.
أتفق مع أصوات العقل والمنطق وليس العاطفة، حينما قالت إن النصر يحتاج إلى مهاجم أجنبي وصانع لعب في منتصف الملعب، حتى تكتمل قوة النصر ويفرض نفسه في ساحة المنافسة على جميع البطولات المحلية والخارجية.
نسيت أن أخبركم أن (جوتيه) له مقولة رائعة جداً، مضمونها اعمل الواجب القريب منك، وعلى الجمهور الرياضي أن يعمل هذا الواجب وهو الدعم الإيجابي بالمدرجات وترك الأمور الفنية للمدرب والإدارية للإدارة.