الدعيع (وافهم ياشاطر)!
إلى وقت قريب كان عملاق الحراسة الآسيوية محمد الدعيع، رقماً صعباً لدى أصحاب القرار في نادي الهلال، وإلى وقت قريب يعلن الدعيع هجره كرة القدم بعد مشوار حافل وطويل وناجح،إلاّ أنه يتراجع نزولاً عند رغبة الهلاليين وحرصهم على بقائه، لما في ذلك من مصلحة كبيرة لهم.
ـ إلى وقت قريب والدعيع يعتبر نصف فريق داخل الملعب،وفي بعض المباريات يتحول إلى فريق بأكمله، كتلك المباراة التي خاضها قبل موسمين أمام الاتحاد بجدة وأهدت الهلال لقب الدوري، حينما كان على الهلال أن يفوز ليحرز اللقب بينما الاتحاد يكفيه التعادل، إلاّ أن كل هجمات الاتحاديين تكسرت على صخرة الدعيع وطار الهلال باللقب.
ـ إلاّ أن اللغة الهلالية مؤخراً تغيرت مع الدعيع ولم تعد كالسابق، فتارة يخرج رئيس النادي ويقول إن أراد أن يعتزل فهذا شأنه، وتارة يصف تجديده للهلال بغير الاحترافي، حينما وقع عقده دون أن يضع قيمة مقدم العقد، مكتفياً بالتوقيع على رواتبه فقط ،ولو فعلها الدعيع في سنوات خلت لتم وصف ذلك بالوفاء.
ـ وحتى المدير الفني للفريق جيرتس لم يعد مهتماً بالدعيع، وأوصى بالتجديد مع حسن العتيبي، هذا الأخير الذي جاءت الأمور بالنسبة له بشكل مثالي،وأخذ يطلب المبلغ الذي يريده للتجديد وسط رضوخ تام من قبل المفاوض الهلالي،ولا ألوم العتيبي فمن حقه أن يؤمن مستقبله وأن يحصل على ما يريد طالما أن البوصلة تشير باتجاهه، وقبل أن يتحول إلى دعيع آخر غير مرغوب فيه ويجد أن الخطاب الهلالي قد تغير وأصبح أكثر جفافا.
ـ من حق الهلاليين أن يحرصوا على اللاعب الذي يخدم فريقهم خلال الفترة المقبلة، ومن حقهم أن يحددوا ماذا يريدون بالضبط، ولكنني أراها ثقيلة تجاه الدعيع هذا اللاعب الذي خدم الهلال وجلب له الكثير من البطولات،وحينما لوح بورقة الاعتزال وقفوا بوجهه، وهاهم اليوم يدفعونه إليه على طريقة (افهم يا شاطر)!
ـ سيأتي اليوم الذي يردد معه الهلاليون بعد رحيل الدعيع(وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر).