لا تنه عن خلق وتأتي مثله
ـ خلال العقدين الماضيين عانى فريق كرة القدم بنادي النصر كثيراً وغاب طويلاً عن تحقيق البطولات أو حتى الظهور المشرف الذي يليق بعراقة وتاريخ النصر...
ـ في تلك الفترة كان التعامل من قبل المنتمين للوسط الرياضي (شرفيون وإعلاميون نصراويون وغير نصراويين) مع حالة النصر تتفاوت من شخص لآخر...
ـ نبدأ بالنصراويين (شرفيين وإعلاميين)... كان منهم الغيور على مصلحة فريقه فتجده يقدم النقد الصادق الهادف منطلقاً من تلمس وكشف السلبيات... هؤلاء ساهموا بشكل كبير في تصحيح حال النصر وعودته بطلاً وفريقاً قوياً كما هو اليوم...
ـ فئة نصراوية أخرى كانت لا ترى النصر بصورة سيئة وتجدها مصرة على أن النصر بحال جيدة وأن ما يتعرض له إنما من مؤثرات خارجية كالتحكيم ودعم المنافسين وغير ذلك من المؤثرات الخارجية دون اعتراف بالخلل النصراوي...هذه الفئة ساهمت في تأخر عودة النصر...
ـ فئة نصراوية ثالثة كانت لا تريد للنصر خيراً ربما لمصالح شخصية وهذه كانت فقط في دور المهاجم المنتقد المتشائم وكانت تغيب عندما تشرق شمس النصر..
ـ هكذا كان تعامل النصراويين مع حال فريقهم... أما غير النصراويين فكانوا قسمين... قسم يهمه عودة النصر فكان صادقاً بالنقد والتوجيه وفرحا لعودة النصر... وقسم لا يريد عودة النصر ويسعى لأن يستمر النصر مترنحاً بعيداً عن مشهد المنافسة...
ـ اليوم (وحتى وهو يفوز على الاتحاد) فإن فريق الهلال يكاد يمر بذات الحالة التي مر بها النصر (وإن كان الهلال لم يختف تماماً عن البطولات مثلما كانت حال النصر) لكن أن يبتعد الهلال عن تحقيق البطولات لموسم ثم يظهر في الموسم التالي أيضاً بشكل غير مقنع فهذا يعني أن هناك خللاً يستوجب التصحيح...
ـ التعامل اليوم مع الحال الهلالية يماثل تماماً ما حدث مع النصر...هلاليون (مخلصون) ينتقدون من أجل عودة الهلال....وهلاليون أغمضوا أعينهم عن ضعف الهلال وراحوا يتحدثون عن التحكيم ودعم المنافسين والغريب أن هؤلأ كانوا يقولون للنصراويين لا تنشغلوا بالهلال والتحكيم بل اصلحوا حال فريقكم ! واليوم يكرر هؤلاء ما قاله النصراويون سابقاً فيتهمون التحكيم بإسقاط الهلال و دعم النصر ( لا تنه عن خلق....)....فئة هلالية ثالثة مماثلة للفئة النصراوية تهمها مصالحها الشخصية وتنتقد فقط من أجل مكاسب شخصية !..
ـ أما تعامل غير الهلاليين مع الحال الهلالية فهو أيضاً مماثل لما حدث مع النصر....شريحة تنتقد بصدق من أجل عودة الهلال وشريحة لا تريد للهلال أن ينهض من جديد...
ـ عودة الهلال تأتي من خلال (مصارحة) الهلاليين أنفسهم سواء أعضاء شرف أو إعلاميين بأن هناك خللاً يجب كشفه وإصلاحه وأن لا ينشغل (بعض) إعلاميي الهلال بالنصر ويتهموا التحكيم بدفعه....
ـ مثلما كان (بعض) الهلاليين يرفض اتهام التحكيم بدعم الهلال ويصر بأن الهلال كان قوياً فعليه اليوم أن يعترف بأن التحكيم لا يدعم النصر وأن النصر بات فريقاً قوياً....
ـ أخطاء التحكيم تخدم وتضر الجميع....في السابق كان الهلال قوياً يحقق البطولات....اليوم النصر فريق قوي يحقق البطولات...
ـ حتى من تندروا من الهلاليين بمصطلح (مندسين) في الأجواء النصراوية باتوا اليوم يستخدمون مصطلحاً مماثلاً وقريباً هو مصطلح (دخلاء) !
ـ مثلما (عاد) النصر من خلال (نصح) المخلصين من نصراويين وغير نصراويين فإن الهلال قادر أن (يعود) من خلال نصح وصدق الهلاليين وغير الهلاليين...
ـ مثلما قال (بعض) الهلاليين للنصراويين بالأمس (اتركوا) الهلال واهتموا بإصلاح أحوال ناديكم فإن (بعض) النصراويين اليوم يقولون للهلاليين (اتركوا) النصر واهتموا بإصلاح أحوال ناديكم...