القائد الأهلاوي السابق يروي تفاصيل الانتقال إلى الوحدة.. ويتحدث عن المنافسة

تيسير: أنا عالمي

حوار: عبد الغني عوض

فاجأ الجميع بانتقاله إلى صفوف فريق الوحدة تاركاً ناديه السابق الأهلي بعد تاريخ حافل استمر أكثر من 23 عاماً بدأه من حارة بن معن في الأحساء، ثم قادته قدماه إلى نادي هجر وعمره 11 عاماً، ثم انتقل إلى النادي الأهلي وحقق معه كأس خادم الحرمين الشريفين 3 مرات، وكأس ولي العهد مرتين ودوري الأبطال الخليجي 2008 والدوري والسوبر 2016، ثم خاض تجربتين احترافيتين مع الأندية القطرية هما الغرافة وقطر عامي 2007 و2008 ليعود بعدها إلى بيته الأول من جديد 2009، ليكمل مشواره المشرف مع منتخب بلاده ليتخطى نادي المئة بعد سجل حافل بالمشاركات بلغ 33 مباراة دولية أحرز خلالها 19 هدفاً، حمل خلال مسيرته الطويلة شارة القائد لفريقه وللأخضر، تيسير الجاسم، قائد المنتخب السعودي، والنادي الأهلي السابق والوحدة الحالي فتح قلبه لـ«للرياضية» ليكشف عن تاريخه الطويل خلال هذا الحوار، الذي أوضح فيه العديد من الأسرار التي أعلنها للمرة الأولى، وأسباب رحيله من الأهلي واختياره الوحدة بالذات، على الرغم من العروض الكثيرة التي تلقاها عقب انتهاء عقده مع ناديه الكبير، مشيراً إلى طموحاته مع فرسان مكة ورأيه في المحترفين الأجانب، والتفاصيل الكاملة لانتقاله إلى الوحدة.

01
ما سر رحيلك من الأهلي؟
أنا لم أترك الأهلي، بل أنا موجود بصفة أساسية بدليل توقيعي على تجديد عقدي مع النادي وانتقالي إلى الوحدة على سبيل الإعارة، وإن شاء الله سأعود الموسم المقبل مرة أخرى إلى بيتي في النادي الأهلي، وإن كنت أؤمن أن هناك بعض اللاعبين يحتاجون إلى شيء من التغيير بعد أعوام طويلة من العطاء للنادي.
02
وماذا يفيد التغيير للاعب كبير مثلك؟
بالتأكيد التغيير مهم لأي لاعب، وليس لتيسير الجاسم وحده، لأنه يدفعه لأن تكون حالته المزاجية والنفسية أفضل، وأيضاً ترفع كثيراً من حالته الفنية، وأعتقد أن التغيير في مثل هذه الحالات تكون ثماره طيبة.
03
لكن تردد عدم حاجة جويدي المدرب الأرجنتيني لجهودك مع الأهلي.
هذه الأقاويل غير صحيحة أبدا، لأني حتى الآن لم ألتق بالمدرب أبداً، وعقدي انتهى أصلاً في يونيو الماضي، والمدرب الأرجنتيني جاء بعد انتهاء العقد وليس له أي دور في بقائي أو رحيلي على الإطلاق فكيف يتخذ قرار إبعادي وهو لم يشاهدني ولم يعرفني أبدا؟! وكل ما يحدث اجتهادات مزاجية من بعض الناس لست مسئولاً عنها.
04
من وراء قرار الرحيل من الأهلي إذن؟
قرار رحيلي المؤقت من الأهلي هو قرار نابع مني شخصياً ومن قناعاتي، وليس لأي أحد علاقة فيه على الإطلاق، وهو كما ذكرت قراراً مؤقتا بدليل أنه ليس انتقالا نهائيا، لكنه إعارة لأنني حتماً سأعود إلى بيتي من جديد في الموسم المقبل.
05
ما حقيقة العروض التي تلقيتها عقب إعلانك الرحيل؟
بعد نهاية الموسم الماضي عقدت النية بالفعل لخوض تجربة احترافية جديدة في الخارج، وبالفعل تلقيت عروضاً خارجية إلا أن الأمور لم تسر كم أردت لها، وخاصة أن العروض التي طرحت لم تكن مناسبة لي، وأيضاً تلقيت عروضاً عديدة من بعض الأندية السعودية إلا أنني فضلت ارتداء شعار الوحدة.
06
ولماذا فضّلت الوحدة؟
الوحدة له تاريخه المعروف، إلا أنه هذا الموسم أجده فريقاً جديداً، ويمتلك عناصرا أجنبية على مستوى عال، ولدى إدارته ولاعبيه وجهازه الفني وجماهيره تحد كبير هذا الموسم، وأنا بطبعي أميل إلى خوض مثل هذه التحديات، إضافة إلى أن تدريبات الفريق في مدينة جدة بالقرب من منطقة إقامتي، كلها عوامل قادتني إلى فريقي الجديد.
07
وكيف تمت مفاوضات الوحدة معك؟
بدأت المفاوضات من حاتم خيمي، رئيس نادي الوحدة، بعد علمه بانتهاء عقدي مع النادي الأهلي، وعرض علي الانتقال إلى صفوف فرسان مكة هذا الموسم، فبصراحة ارتحت كثيراً لهذا العرض والتقت رغبتي مع رغبة الإدارة الوحداوية، بعدها اتفقنا على كل الأمور وقررت الانتقال إلى الوحدة.
08
وهل أبلغت إدارة الأهلي برغبتك في التوقيع للوحدة؟
بالتأكيد أبلغت النادي الأهلي برغبتي في الانتقال إلى الوحدة، وطلبت منهم أن أختتم مسيرتي في النادي الأهلي، فلم تكن هناك أية مشكلة في بين كل الأطراف، ولا سيما بعد أن جددت عقدي مع الأهلي قبل رحيلي إلى الوحدة.
09
ما انطباعك الأول عن استقبال الإدارة واللاعبين والمدرب لك؟
بصراحة أنا مرتاح نفسياً، ولم أجد إلا كل ود وحب وترحاب من الجميع، وهو ما يدفعني لتقديم موسم جيد مع الفريق بعد قبولي التحدي أن أكون معهم هذا الموسم في ظل وجود العناصر الجيدة سواء محترفين أجانب أو محليين.
10
هل كونت تقييما فنيا عن محترفي الوحدة الأجانب؟
كما قلت سابقا، الفريق يدخل بطولة هذا الموسم بتحد كبير، وبالتالي لن يكون هذا التحدي من فراغ، بل أرى وجود عناصر جيدة من المحترفين الأجانب الذين يمتلكون سيرة ذاتية جيدة، وأعرفهم جيداً من خلال أنديتهم الكبيرة سواء في البرازيل أو فنزويلا أو تركيا، ويمتلكون إمكانيات فنية وتكتيكية وبدنية عالية، تعاقد معها النادي بأسعار عالية، يدل على مدى أهميتهم كلاعبين مؤثرين، وسيكونون إضافة قوية للفريق في الاستحقاقات المقبلة مع زملائهم المحليين.
11
انضمامك إلى الثلاثي الدولي هوساوي والزوري وباخشوين كيف تراه؟
أسامة هوساوي وعبد الله الزوري ووليد باخشوين لاعبون كبار، وأصحاب خبرة كبيرة تشرفت كثيراً باللعب إلى جوارهم في المنتخب على مدار أعوام طويلة، وهو ما يجعل الانسجام والتفاهم والتناغم بيننا قائماً، وسعادتي كبيرة بوجودي معهم، وعقب معرفتي بوجودهم ضمن صفوف الفريق أيقنت أن الوحدة سيقدم موسماً استثنائياً في ظل هذا التناغم الرائع بالفريق.
12
وما طموحاتك مع ناديك الجديد؟
إن شاء الله نقدم مع الوحدة موسماً استثنائياً غير مسبوق لإسعاد أهل مكة وجماهيرها، وأرى أن كل المعطيات تشير إلى وجود فريق قوي وعناصر جيدة تمتلك القدرة على تحقيق أحلام وطموحات الجماهير الوحداوية في ظل المنافسة الشرسة المتوقعة بين أندية الدوري هذا الموسم.
13
صف شعورك وأنت تواجه الأهلي وأنت بشعار الوحدة؟
ستكون المرة الأولى في تاريخي أن ألعب ضد فريقي الأول، لكن عالم الاحتراف غيّر تماماً مفاهيم كثيرة لدى الجمهور، الذي أصبح يدرك كل شيء ويمتلك ناصية كبيرة من الثقافة الكروية، فأنا لاعب محترف ووارد جداً أن يحدث هذا أكثر من مرة، فأكبر نجوم العالم تركوا أنديتهم ولعبوا لأندية أخرى، ثم واجهوا أنديتهم السابقة بل وسجلوا في شباكها، فهذا هو عالم الاحتراف.
14
عمرك الآن 34 عاما.. هل ما زلت قادراً على العطاء؟
العطاء في الملعب لا يقاس بالسن، بقدر ما يقاس بمدى القدرة على الاستمرار في الملعب وتقديم مستويات طيبة تقود اللاعب إلى المشاركة الفعالة، والحكم الأول والأخير على مشاركتي هي قناعة شخصية من المدرب، وأي لاعب يسجل وجوده في منتخب بلاده هي شهادة رسمية بقدرته على العطاء.
15
ماذا تقصد؟
أقصد أن تيسير الجاسم ما زال إلى هذه اللحظة لاعباً بصفوف المنتخب السعودي، ما يعني أنني قادر على العطاء، ولو لم أكن قادراً لما كنت أحد لاعبي الوطن، الذين شُرفوا بتمثيله في كأس العالم الأخيرة في روسيا بصفة أساسية.
16
هل تأثرت بعدم مشاركتك في مباراة مصر الأخيرة في كأس العالم؟
بالطبع كنت أتمنى المشاركة في جميع مباريات البطولة، بل في جميع دقائقها، إلا أن إصابتي بتمزق في عضلة الفخذ الخلفية في مباراة أوروجواي، حالت دون المشاركة في آخر مباراة أمام المنتخب المصري بعد مشاركتي أمام روسيا وأورجواي.
17
قرار مشاركة 8 أجانب في الدوري كيف تراه؟
الاستعانة بـ 8 أجانب محترفين في الدوري السعودي أراها تجربة جديدة، قد يكتب لها النجاح، وقد تتعرض للفشل، لكنها مرهونة بمعايشة التجربة نفسها على أرض الواقع، لأننا لا نستطيع الحكم على التجربة الجديدة دون أن تُفعّل رسمياً على أرض الواقع وقتها ستتضح النتائج جلية، وستكون ملامح القرار أيضاً واضحة للجميع، سواء على قوة ومنافسة الدوري، أو على مستوى اللاعبين المحليين وكذلك المنتخب.
18
وهل التجربة لها علاقة بنفع أو ضرر على المنتخب؟
بلا شك ستكون هناك بعض التأثيرات التي يمكن أن يتمخض عنها قرار الأجانب الثمانية على المنتخب، خاصة على الخط الأمامي للمنتخب، الذي بالتأكيد سيتأثر بعدم إتاحة الفرصة بالشكل المطلوب أمام المهاجمين المحليين، نتيجة استعانة معظم الأندية بأكثر من ثلاثة مهاجمين أجانب يشغلون خط الهجوم على حساب المهاجمين المحليين، لذلك أعتقد أن خط الهجوم هو أكثر الخطوط تأثراً بتلك التجربة.
19
وماذا عن خطي الدفاع والوسط؟
الخطوط الخلفية وخط الوسط للمنتخب لن يتأثرا بدرجة كبيرة مثل خط الهجوم، لأن الدفاع والوسط بهما وفرة إلى حد ما من اللاعبين المحليين، ما يجعل هناك خيارات جيدة للاعبين، لذلك كما قلت خط الهجوم هو أكثر الخطوط تأثراً بقرار الأجانب الثماني.
20
من المدربين الذين تركوا بصمة في حياتك الكروية؟
مر مدربون كثيرون من مختلف الجنسيات، تدربت على أيديهم، واستفدت منهم كثيراً، وتركوا بالفعل بصمات إيجابية جيدة، كانت سبباً في تألقي المحلي والدولي، يأتي على رأسهم البرتغالي فيتور بيريرا والسويسري سباستيان جروس، والسابق الهولندي فان مارفيك، والحالي الأرجنتيني بيتزي مدربا المنتخب السعودي.
21
لم تشارك فترة مع الأهلي على الرغم من جاهزيتك.. فما السبب؟
أنا لاعب محترف وتحت أمر الجهاز الفني في أي وقت، وكذلك أنا قائد للفريق، ويجب أن أكون قدوة ومثال لجميع اللاعبين، لذلك أحترم رؤية وقناعة أي مدرب يقودني في أي فريق، فأنا لاعب محترف سواء كنت مشاركاً أساسياً أو بديلاً.
22
ألم يحدث أن اضطهدك أحد المدربين وأبعدك عن المشاركة؟
لم يحدث على الإطلاق، لأن إبعادي عن المشاركة ليس شرطاً أن يكون قراراً فنياً بل ربما تكون إصابة، أو عدم اكتمال اللياقة البدنية، أو تكتيكا فنيا لمدرب ما حسب أهمية مباراة ما، أما أن أتعرض للظلم أو الاضطهاد بعدم المشاركة فلم يحدث ولن يحدث إن شاء الله.
23
ما أبرز الأحداث السعيدة التي قابلتك في حياتك الكروية؟
تأهلنا إلى كأس العالم في روسيا بعد فوزنا على المنتخب الياباني، بهدف فهد المولد أمام أكثر من 62 ألف متفرج في ملعب الجوهرة يتقدمهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو أكثر حدث كروي خلال مشوار حياتي الكروية.
24
وما الحدث الأسوأ؟
أي خسارة للمنتخب السعودي، أو ضياع بطولة من فريقي السابق الأهلي كنت أعدّهما أحداثاً سيئة، لأنني لا أحب الهزيمة.
25
من أصدقاؤك المقربون؟
كل اللاعبين الذين زاملتهم في الملاعب سواء مع النادي الأهلي او المنتخب أعدّهم أصدقائي المقربين، وصلتي بهم قوية وأعتز بهم كثيراً.
26
ما أفضل مباراة لعبتها مع الأهلي؟
في ذاكرتي مباريات كثيرة مؤثرة في مشواري الكروي، إلا أن مباراتنا أمام الاتحاد في نهائي كأس ولي العهد موسم 2007 من المباريات التي لا تنسى بالنسبة لي، خاصة بعد إحرازي هدف التقدم للأهلي قبل أن يحرز مالك معاذ الهدف الثاني ونفوز بالكأس الغالية.
27
وما المباراة التي لا تنساها مع المنتخب؟
مباراة الأخضر مع ماليزيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 في كوالالمبور، حيث وفقني الله في إحراز هدف التعادل في الدقيقة 73 بعد أن كان المنتخب الماليزي متقدما بهدف، ما قلب الدفة تماما للأخضر، بعد أن نجح محمد السهلاوي في تسجيل هدف الفوز.
28
أجمل هدف سجلته في مشوارك؟
هدفي الأول في شباك المنتخب الأسترالي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم الأخيرة، التي أُجريت في ملعب الجوهرة المشعة وانتهت بالتعادل الإيجابي 2ـ2.
29
من لاعبوك المفضلون محلياً وعالمياً؟
محلياً هناك عشرات النجوم الذين أثروا الكرة السعودية، وساهموا كثيراً في رفع اسم السعودية في المحافل الدولية والعربية والخليجية، وأخشى أن أنسى أحداً، أما عالمياً فأنا معجب بأندريس إنييستا نجم المنتخب الإسباني، وأشجع ليفربول الإنجليزي وريال مدريد.
30
ماذا تتمنى؟
أن يرتفع علم بلادي خفاقاً في المحافل الدولية.