2019-07-06 | 21:38 مقالات

عش الدبابير

مشاركة الخبر      

لو لم تستعجل الهيئة العامة للرياضة والشباب في إقرار لائحة الأندية، وتُسارع في لائحة الترشّح والانتخاب، لكنّا تخلّصنا الآن من أعشاش الدبابير المبنية في الأندية.
ليت الهيئة وضعت في حسبانها أن الدبّور ليس لطيفاً وأنه لا يمكن أن يكون إلاّ متشبّثاً بأرجله اللاصقة في مكان تواجده. آهٍ لو فرّقت الهيئة العامة للرياضة بين النحل وبين الدبابير حتى تكون على دراية بمن يُنتج وبمن يُهاجم دونما سبب، بين من يعمل وفق قانون الجماعة، وبين من يعتمد في وجوده على افتعال الخطر. لقد كان الجميع في غنى عن تربية المؤذي وتهيئة المناخ المناسب لظهوره. لم يعُد بوسعنا الآن سوى أن نقول للهيئة العامة للرياضة والشباب لا تتمسّكي بمن يُضعفك ويفتح عليك أبواب التقليل ويجعل منك أرجوحة. أن نناديها بأصواتنا الصافية أن توقفي عن كل ما يأخذك بعيدًا.. بعيدًا جداً. ما أقسى أن تسلك طريقاً لعبورك إلى حيث الأمان ثم تكتشف أنك في وسط متاهة. لا أحد يُحب أن تطأ قدماه حين وجهته شوكاً وهو حافٍ. مُزعج أن يكون الليل حالكًا ولا بريق. مؤلم أن يكون الإنسان الحكيم أبكم. لا أدري لماذا وضعتنا الهيئة العامة للرياضة والشباب في هذا المأزق، وعليها أن تُخرجنا منه بأسرع وقت ممكن إذ لا يمكن أن تظل الأندية بعراقتها وجماهيرها وتاريخها الطويل مرتهنة في أيدي جماعة قررت أن تكون متحكّمة. لا بد للهيئة بصفتها جهازاً حكومياً أن تؤدي دورها المناط بها. عليها أن تضع في اعتبارها أن الملكية في الأندية لها وأن لا أحد في هذا الوقت يملك حصصاً أو أسهمًا ملكية. نعيش الآن بفعل ما أصدرته الهيئة على عجل في حالة شديدة الضبابية في نادي النصر ولا بوادر على أن هناك انفراجة في ملف مجلس الإدارة الجديد ولا بما ستتمخّض عنه الأمور في العاصمي الأصفر. على الهيئة العامة للرياضة والشباب أن تفصل بين كونها لا تتدخل وبين كونها لا تتصرف. الفرق كبير هُنا والعملية تمضي بارتباك شديد والجماهير المُحبة باتت خارج المُعادلة والحُكم كل الحُكم الآن بيد قائمة السيطرة والتأثير. لا أحد يرغب في أن يطول الاشتباك بين قائمة النصر الذهبية والهيئة العامة للرياضة، وأن على الجهاز الحكومي حسم الملف وإقفاله. لا يُعقل أن نزرع حقلاً في أرضٍ تملؤها المواد السامة. لا يمكن أن نُصفّق وأيدينا مربوطة للخلف. لا فائدة أبداً من المحافظة على عش الدبابير.