بغوه عون..
صار عليهم فرعون
يبدو أن المثل الدارج “بغيناه عون صارعلينا فرعون” أقرب وصف دقيق يمكنه تشخيص حال اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين مع الأندية وأحوالها المتأزمة هذه الأيام بعد إعلان استكمال الدوري في ظل الارتباك الكبير الذي اتضح في كيفية العودة والاستعداد مع الظروف المتأزمة التي تحيط بالعودة من كل جانب.
قرار إعلان العودة قرار أحادي الجانب جاء بمعزل عن رغبه ثلاثة أرباع الأندية التي تناولت الكثير من الصعوبات الفنية والعوائق المالية، بدءًا من عودة اللاعبين من الخارج ومرورًا بصعوبة الطيران في حال إقامة المباريات كل ثلاثة أيام وانتهاءً بالتكلفة المالية التي قدرها رئيس العدالة عبد العزيز المضحي لفريقه بأنها تصل إلى 20 مليونًا، ما يعني أن التكلفة الجماعية للأندية تناهز ربع المليار من الأندية وبحسب حديث المضحي نفسه أن فريقه قد يلعب الدوري بـ13 لاعبًا لمشاكل تعاقدية وفنية أما المدير التنفيذي بنادي الحزم د. فهد العايد فقال إن هناك لاعبين محليين لا يمكن مشاركتهم مع الفريق لاكتشاف مخالطتهم مع أقارب لهم من الدرجة الأولى بفيروس كورونا ناهيك عن المخاطر المحدقة التي قد تصيب لاعبًا أو أكثر من الأندية.. فتخيل كيف ستكون إدارة الأزمة.
رابطة المحترفين بالإمارات كشفت عن تسعة مسببات لإلغاء الدوري منها الظرف القاهر للجائحة وظروف التعامل معه وقرار الفيفا بعدم جواز استبدال اللاعب الذي يرفض تمديد عقده، ما يترتب عليه نقص في صفوف الفريق أو أعباء مالية عند تمديد عقده لموسم كامل وقد لا يرغب النادي في استكمال لموسم آخر وهي مشكلة بدأت تطفو على السطح من بعض أنديتنا وحاجة اللاعبين لفترة إعداد لا تقل عن ستة أسابيع وخوض اللاعبين الدوليين لثماني مباريات في فترة قصيرة للغاية قبل استئناف المنتخب لمشوار في التصفيات أو حتى في النهائيات بحيث يشارك اللاعب وهو في غاية الإجهاد ورغبة الأندية هناك بنسبة تتجاوز 80% منهم عدم الرغبة في استكمال الموسم.
إلغاء الدوري أو استكماله لا ينطلقان من أهواء أو رغبات بقدر ما تكون الظروف الآمنة متوفرة فالفيفا شدد على ضرورة مراعاة صحة اللاعبين وسلامتهم أثناء برمجة المباريات وتجنب إقامتها في الطقس الحار إلى جانب أخذ الإجراءات الاحترازية وعدم إرهاق الأندية ماليًّا وفنيًّا سواء بالتعاقدات المجحفة عند التمديد أو عدم استفادة بعض الأندية من لاعبيها المنتقلين في البطولة الآسيوية في ظل استكمال الموسم وضيق الوقت في التسجيل للبطولة.