طموح
الجماهير
يقول المتنبي:
“إذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام”،
تذكرت هذا البيت.كعاشق لنادي “مانشستر يونايتد” حين سئلت في لقاء صحفي عن أمنيتي الخاصة بالنادي الذي أشجعه، كان ردي: “إعادة تحقيق ثلاثية 1999”، بينما سيكون طموح مشجع فريق ضعيف أقل من ذلك بكثير، فيتفاوت الضغط على الإدارة والمدرب والنجوم بحسب “طموح الجماهير”.
جماهير “ريال مدريد” حقق فريقها “دوري أبطال أوروبا” 13 مرة كرقم قياسي يصعب اللحاق به، حيث يأتي “ميلان” بالمرتبة الثانية بسبعة ألقاب، ومع ذلك سيكون مصير “زيدان” مهدداً إذا تأخر في تحقيق اللقب 14، كما أن “يوفنتوس” قد حقق لقب الدوري الإيطالي 9 مرات متتالية، ولكن الجماهير لن ترضى عن “بيرلو” إذا خرج من هذا الموسم خالي الوفاض، والأمر ينطبق على جماهير الأندية الكبيرة لأن سقف الإنجاز يحدده “طموح الجماهير”.
في كل دوري تتفاوت طموحات الجماهير بحسب تاريخ النادي والأمثلة كثيرة يعرفها المتابع لوسائل الإعلام القديمة والحديثة في كل دولة، ولذلك تختلف سخونة كرسي الرئاسة ومقعد المدرب وفق متطلبات الجماهير، فهناك من يطالب بكل بطولة يشارك فيها النادي، بينما يكتفي آخرون بالفوز ببطولة كأس قصيرة النفس، فيما يقف طموح بعضهم عند التأهل للبطولات الكبرى أو حتى البقاء في دائرة الضوء وعدم الهبوط للدرجة الأدنى وفق “طموح الجماهير”.
لذلك علينا أن نستوعب تلك الفوارق بين متطلبات الجماهير المختلفة فلا نستغرب حالة الغضب التي تعتري جماهير ذلك النادي حين يبتعد عن المنافسة ولو بشكل مؤقت، كما نتفهم حالة الفرح التي تنتاب جماهير نادٍ آخر لمجرد الفوز في مباراة مهمة، ففرحة الفوز بالبطولة عند الأبطال تعادلها فرحة النجاة من الهبوط عند أندية أخرى بناءً على “طموح الجماهير”.
تغريدة tweet:
أعود لبيت المتنبي الذي أربطه دوماً مع “سلم ماسلو للحاجات”، ذلك الهرم المكوّن من خمس طبقات أعلاها “تحقيق الذات”، حيث تتحقق حالة الرضا التام عند الإنسان وفق طموحه، ففي الوقت الذي يرضى بعضهم بوظيفة حكومية تضمن له حياة مستقرة يجاهد بعضهم الآخر في مختلف ضروب الحياة بحثاً عن المزيد من النجاحات، وهو أمر ينطبق على جماهير الأندية التي تتحدد حالة الرضا والغضب عندها بحسب طموحها الذي يحدده التاريخ والمنجزات، وعلى منصات طموح الجماهير نلتقي..