رؤية أمير ونهضة وطن
همة السعوديين مثل جبل طويق لن تنكسر، هي كلمات للتاريخ أطلقها وراهن عليها سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ كما قال مخاطبًا المستقبل برؤية ثاقبة: إن مستقبل المملكة مبشر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق، لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل.
فبسواعد وطنية تشهد مملكتنا الغالية نهضة خلاقة تمتد لكل المجالات الحياتية بما فيها المجال الرياضي، فبالأمس احتضنت جدة عروس البحر الأحمر وحاضنة الثقافات المتعددة وملتقى الأفكار المتنوعة سباق الفورمولا 1، الذي يعد مفخرة بعيدًا عن الفائز والخاسر، فالحدث استثنائي في كل جوانبه، حيث صمم الحلبة الألماني الشهير هيرمان تيلك، وهي أسرع حلبة شوارع في العالم بمتوسط سرعة (252) كم/ساعة، وتصل السرعة إلى (322) كم/ساعة، ويصل طول اللفة الواحدة إلى (6.175) كم، لتكون بذلك ثاني أطول حلبة في العالم بعد حلبة فرانكورشان في بلجيكا، وتضم (27) منعطفًا (16) نحو اليسار و(11) نحو اليمين، لتكون الحلبة صاحبة أكبر عدد منعطفات في العالم، وهي التي شيدت في غضون ثمانية أشهر فقط بأفضل معايير الصحة والسلامة وأعلى مستويات الجودة، وهو زمن قياسي قام بتنفيذه (50) شركة ضمت (3000) متعهد بناء وأشرف عليها (300) مهندس.
ولقد شارك في السباق (10) فرق أبرزها مرسيدس وريد بول وماكلارين وفيراري، ومثلهم (20) سائقًا يتقدمهم البريطاني هاميلتون والهولندي فيرستابن والفنلندي بوتاس والمكسيكي بيريز، وكما هو معروف فلقد فاز بالسباق البريطاني هاميلتون، سائق مرسيدس، بعد منافسة محمومة مع فيرستابن، سائق ريد بول، الذي جاء في المركز الثاني.
والمهم الآن كيف نحافظ على المكتسبات التي تحققت، فالحلبة لا بد أن تستمر والحدث يجب أن يتكرر سنويًّا على أقل تقدير، ومهم أيضًا أن نفتح الأبواب لصناعة نجوم في سماء هذه الرياضة العالمية الجميلة بحيث يتاح لهم التدريب فيها وصقل مواهبهم.
مشاركة عربية باهتة
هدفنا الاستراتيجي التأهل لكأس العالم، لذلك لم نشارك بالمنتخب الأول في البطولة العربية، كلام جميل نقره، ولكن كان بالإمكان أفضل مما كان، فكان من الممكن مشاركة لاعبي المنتخب غير الأساسيين ويضاف إليهم بعض الأسماء التي لم يقع الاختيار عليها، رغم المستويات الجيدة التي تقدمها، وكان من الأجدر أن يشرف عليهم رينارد، فالمنتخب مهما كان يحمل اسم الوطن وتؤثر مشاركته على مسموعات الكرة السعودية، كما أنها تؤثر على التصنيف والرصد التاريخي.