البكاء على اللبن المسكوب
في مقال سابق هنا في الغراء “الرياضية” قلت (البطولة بيد الاتحاد ما لم يرفضها)، الاتحاد اختار أن يرفضها بعدما فقد السيطرة في الأمتار الأخيرة، في ظل نقص خبرة وتجربة إدارته، وغياب دور الجهاز الإداري، إضافة إلى اضمحلال الفكر الفني، والأهم من ذلك كله عدم استشعار اللاعبين المسؤولية وتقديم ما يليق بالاتحاد وجماهيره، وهي نفس الأسباب التي كانت وراء ضياع البطولة العربية، وكأس الملك من قبل. وعلى الجانب الآخر التعامل بمهنية عالية من قبل إدارة الهلال مع المتغيرات والمستجدات وتهيئة الفريق بشكل جيد من الجوانب الإدارية والفنية حتى استطاع أن يردم الفارق بينه وبين المتصدر وهو بالتأكيد لن يفرط في بطولة في متناول يده كما فعل الاتحاد.
عمومًا أقول لإدارة أنمار البكاء على اللبن المسكوب لن يفيد، فأعدوا للموسم الجديد وسيحفظ التاريخ لكم أنكم نجحتم في إنقاذ العميد من هاوية الهبوط وأنكم أفلحتم في صناعة فريق جيد ينافس على البطولات، وأنكم استطعتم أن تتعاملوا بشكل جيد مع ملف المديونيات وكلها بتجرد أعمال هامة وتستحق التقدير والثناء، ولكن التاريخ أيضًا سيذكر لكم أنكم كنتم سببًا رئيسًا في ضياع بطولات سهلة كانت في متناول اليد، إلى جوار التفريط في نجوم الفريق بسهولة، وبين هذا وذاك شخصيًّا أميل إلى استمرار إدارة أنمار مع أهمية إدخال بعض التعديلات عليها بعد الإخفاقات المتتالية، أولًا على منظومة الجهاز الإداري، ثم على منهجية العمل بحيث تعتمد على الكفاءات والخبرات وأصحاب المعرفة وليس توطيد العلاقات مع بعض الإعلاميين واللاعبين القدامى وهم من أثبت فشلهم ووجب التخلي عنهم.
أما على الجانب الفني، فيجب البحث عن مدرب للموسم القادم دون تردد، فما يحتاجه الاتحاد مدرب صاحب فكر تدريبي رفيع يستطيع أن يتعامل بحرفية مع المعطيات الفنية وأن يقرأ المباراة بين الشوطين وأن يجري تغييرات مؤثرة عند اللزوم، فكوزمين فقير في هذه الجوانب وهو يعتمد إلى حد كبير على الحماس وذلك لا يجدي في كل مرة.
وعناصريًّا الفريق الاتحادي يحتاج إلى حارس مرمى، فجروهي قدم ما يشكر عليه، ولكنه بصراحة أصبح حارسًا عاديًّا، كما أن الفريق يحتاج إلى حارس احتياطي محلي، وإلى مهاجم محلي جيد، وإلى ظهير أيسر، ومن الأفضل أن يتم استقطاب بديلين لهنريكي وفيلبي، فخط الوسط يجب أن يطعم بلاعبين على مستوى عالٍ لأنه رئة الفريق، وقبل ذلك يجب تكوين لجنة للتعاقدات فلا مجال للأخطاء.