أرض الأهلي
«المحروقة»
كلما حاولت تجاهل الكتابة عن الأهلي أجد نفسي مرغمًا وسط معمة أحداثه التي لا تنتهي.
خبر رغبة عبد الرحمن غريب في الرحيل يتصدر الصفحة الأولى في صحيفة “الرياضية” وفي تفاصيل الخبر معلومات “تغبن” كل محب للكيان، مفاوضات وعروض وتحديد وجهة وأمور كثيرة تحول معها النادي “منيو” لطلبات الأندية الأخرى.
غريب الذي جدد عقده مؤخرًا لثلاث سنوات لم يعد يرغب بالبقاء ولم يعد يتدرب مع باقي اللاعبين.
هنا قصة أخرى من قصص قتل النادي وتفريغه وتسليمه جثة هامدة.
هناك تفسيرات عدة، إحداها إن إدارة النادي تمارس سياسة الأرض المحروقة لشعورها بأنها لن تستمر، وقصة أخرى بأن عقد الراحلين انفرط ولا أحد يرغب في البقاء موسمًا بعيدًا عن دوري الأضواء، وقصة ثالثة تقول بأن التعامل الإداري تغير على اللاعبين ولهذا لم يعد أحد من المميزين يرغب في الاستمرار.
كل هذه قصص تروي في المسرح الأهلاوي المغلق الذي لا أحد يعرف فصوله ولا بدايته وكيف ستكون نهايته.
العلاقة الأهلاوية الأهلاوية تأزمت، العلاقة بين اللاعبين والإدارة تأزمت، ويكفي تصريح المقهوي بعد رحيله ومطالبات غريب بالرحيل.
العلاقة بين الإدارة والجماهير تأزمت، العلاقة بين الإدارة والإعلام الموالي للنادي تأزمت، ماذا بقي في النادي لم يتأزم؟ وماذا بقي لهذه الإدارة لتستمر من أجله؟.
لو لم يكن لديها أي أخطاء غير الهبوط بالفريق للأولى لكفاها بأن تخرج من الباب الصغير.
إصرارهم على البقاء وسط كل هذه المطالبات الجماهيرية والشرفية والإعلامية “سر” وتعاقداتهم التي تكشف عن فشلها قبل أن تبدأ “سر”.
والحلقة الأخيرة من مسلسل الصبر التي تمارسه جماهير الأهلي تجاه هذه الإدارة وممارساتها هو انتظار قرار وزارة الرياضة بشأن ملف المخالفات الذي تم رفعه بعد اجتماع الجمعية العمومية.
فإن لم يصدر قرار حلّ الإدارة وتحويلها للتحقيق فهذا يعني بأن البقاء في “غياهب الجب” سيطول وسيختفي اسم كبير من المشهد الرياضي.
وهذا الذي لا يتمناه أي محب للرياضة، فالأهلي منافس شريف وداعم كبير لرياضة الوطن وجمهوره يصنع البهجة في المدرجات والتعامل مع مطالب جمهوره ومحبيه يجب أن يؤخذ في الحسبان، فهم لا يطالبون بأكثر من أن يعود الأهلي لأبنائه، وأن يجد من يحافظ على مكتسباته وليس من يبعثرها.