2023-02-26 | 00:19 رياضات أخرى

كلاي بطل النزالات التاريخية.. وعضة تايسون تبقى بالذاكرة
لكمات خالدة

صورة التقطت في 1974 لمحمد علي كلاي ينظر إلى جورج فورمان لحظة سقوطه بعد الضربة القاضية التي وجهها له ليتوج بطلًا للعالم في الوزن الثقيل (نيل لايفر ـ مجلة سبورتس إلستريتد)
جدة ـ محمود وهبي
مشاركة الخبر      

يضيف “نزال الحقيقة” في الدرعية، بين جيك بول وتومي فيوري، حلقة جديدة إلى سلسلة أبرز النزالات خلال العصر الحديث للملاكمة، نظرًا لأجواء العداوة بين طرفي التحدي، والاهتمام الإعلامي والجماهيري به عالميًا. وانطلاقًا من حالة الترقّب لهذه المواجهة، تعود “الرياضية” في التقرير التالي إلى تاريخ حلبات الملاكمة، لتقف عند تفاصيل مجموعة من أبرز النزالات وأشهرها، بدءًا من النزال الأطول بين بوين وبوركي قبل نحو 130 عامًا، ومرورًا بمواجهات الأسطورة محمد علي مع فورمان وفرايزر، وحادثة تايسون مع أذن هوليفيلد، ووصولًا إلى مايويذر، الذي أدرّت نزالاته الأرباح المادية الأعلى في تاريخ الملاكمة.

1893
نيو أورلينز - الولايات المتحدة
الأمريكي أندي بوين vs الأمريكي جاك بوركي
جاءت هذه المواجهة على لقب الوزن الخفيف للمنطقة الجنوبية في الولايات المتحدة، إذ دخل بوين وبوركي الحلبة في 6 أبريل 1893، وخرجا منها في اليوم التالي، دون تغلّب أحدهما على الآخر، فلم يكن هناك جولات محددة للنزالات في ذلك الوقت، ولم ينجح بوين أو بوركي بتوجيه ضربة قاضية إلى الآخر، إلى أن أعلن الحكم إنهاء النزال بعد 110 جولات استغرقت أكثر من 7 ساعات. وتعرّض بوركي لكسور في كلتا يديه جراء توجيه اللكمات لمنافسه، وأصبحت لكماتهما غير مؤثرة مع مرور الوقت نظرًا لانخفاض طاقتهما، كما يُحكى أن النعاس غلب بعض المشاهدين خلال النزال، فيما فضّل آخرون العودة إلى منازلهم.

1951
شيكاجو - الولايات المتحدة
الأمريكي شوجار راي روبنسون vs الأمريكي جايك لاموتا
تصف أغلب المواقع والصحف الرياضية روبنسون بالملاكم الأفضل في التاريخ، نظرًا لمسيرته المليئة بالنزالات والانتصارات، وكان لاموتا غريمه الأول، إذ تواجها 6 مرات، وكان لاموتا الوحيد الذي هزم روبنسون في أوج مسيرته، لكن النزال الأشهر بينهما كان السادس والأخير، لأن الإعلام وصفه بالمذبحة، ولأنه كان على لقب بطولة العالم للوزن المتوسط، والذي كان بحوزة لاموتا حينها. وشهد النزال هجوماً متبادلاً لم يتوقف، إلى أن فرغت طاقة لاموتا بحلول الجولة 11، فيما كانت الجولة 13 الأخيرة من طرف واحد، إذ وجّه روبنسون وابلًا من اللكمات المباشرة، فعرف الجميع هوية الفائز، لكن لاموتا رفض السقوط، إلى أن تدخل الحكم لإنهاء النزال، بعدما رأى أن لاموتا بات عاجزًا عن رفع يديه لحماية وجهه.

1971
نيو يورك - الولايات المتحدة
الأمريكي محمد علي vs الأمريكي جو فرايزر
حُرم محمد علي من ألقابه في الوزن الثقيل عام 1967، جراء رفضه الانضمام إلى القوات المسلحة الأمريكية خلال حرب فيتنام، ولم يحصل على فرصة لاستعادة ألقابه قبل العام 1971، أي عندما واجه جو فرايزر، حامل 3 ألقاب في الوزن الثقيل حينها، في النزال الذي أُطلق عليه “نزال القرن”، ووصفه الكثيرون بأكبر مباراة ملاكمة في التاريخ، وأضخم حدث رياضي من ناحية الإعلان، كما دار للمرة الأولى بين ملاكميْن حملا لقب الوزن الثقيل دون أن يسبق لهما التعرض لأي هزيمة. وسيطر محمد علي على الجولات الخمس الأولى، لكن التعب نال منه بدءًا من الجولة السادسة، ليفوز فرايرز بالنزال بعدما كسب أصوات جميع الحكام بعد 15 جولة.

1974
كينشاسا - زائير
الأمريكي محمد علي vs الأمريكي جورج فورمان
حصل علي على فرصة جديدة للفوز ببطولة العالم، عندما واجه جورج فورمان هذه المرة، في نزال وُصف بأعظم حدث رياضي في القرن العشرين، إذ يُحكى أن عدد المشاهدين وصل إلى مليار شخص عالميًا. واستعاد علي لقبه بعد فوز عد مفاجئًا، لأن فورمان كان يحمل جميع الألقاب الرسمية في الوزن الثقيل، مع سجل خالٍ من الهزائم، ولأنه كان أصغر من علي بـ 7 أعوام. وابتكر علي في ذلك النزال أسلوب الاستناد على الحبال وتغطية الوجه، فاستقبل لكمات فورمان على كتفيه وجسده، وتأثيرها كان محدودًا نظراً لدعم الحبال، فيما وجد علي الأوقات المناسبة لتوجيه لكمات مضادة. وتأثر فورمان بدنيًا من هذا الأسلوب، ومعنويًا من حوارات علي المستفزة تجاهه، إلى أن وجّه علي اللكمة القاضية في الجولة الثامنة.

1975
مانيلا - الفلبين
الأمريكي محمد علي vs الأمريكي جو فرايزر
دار النزال الثالث الأخير بين علي وفرايزر في أجواء صعبة، حيث صرّح فرايزر أن درجة الحرارة في الصالة وصلت إلى 49 درجة، فيما زعم علي أنّه خسر 5 كيلوجرامات خلال النزال بسبب التجفف، إلا أن هذه المعركة أوفت بوعودها، إذ تشير بعض المصادر إلى أن عدد المشاهدين وصل إلى مليار شخص حول العالم. وعرف النزال تقلبات كثيرة، إذ سيطر علي على الجولتيْن الأولى والثانية، وتحسّن مستوى فرايزر تدريجيًا، وتفوق بحلول الجولة السادسة. وبعد الجولة التاسعة، قال علي لفريقه إنه على وشك الموت، لكن فرايزر عانى بدوره من تورمات في الوجه، ما أثّر على نظره. وحُسم النزال بعد نحو 30 لكمة من علي في الجولة 14، فقرر مدرب فرايزر إعلان الانسحاب، ليثأر علي من منافسه، ويحافظ على ألقابه العالمية في الوزن الثقيل.

1980
لويزيانا - الولايات المتحدة
الأمريكي راي لينارد vs البنمي روبرتو دوران
خسر لينارد لقبه بطلًا للعالم في وزن الويلتر، بعد هزيمته أمام دوران في يونيو 1980، لكنه استرد لقبه بعد 5 أشهر في نزال ثانٍ، ولم يكن هذا النزال شهيرًا لجانبه الرياضي فحسب، إنما لطريقة انتهائه، إذ استخدم لينارد أسلوبًا معنويًا لضرب خصمه، عبر إرباك دوران برشاقته وسرعته وتحركاته، ثم بدأ بالسخرية منه في الجولة السابعة. وفي الجولة الثامنة، أعلن دوران انسحابه بعدما قال للحكم “No Mas”، أي “كفى”، في واحدة من أشهر العبارات في تاريخ الملاكمة، علمًا أن دوران كان ما زال يملك فرصًا للفوز، نظرًا للفارق النقطي الضئيل، وفقًا للحكام حينها. وبعد النزال، عد لينارد أن إجبار دوران على الانسحاب كان أفضل من توجيه لكمة قاضية له.

1997
لاس فيجاس - الولايات المتحدة
الأمريكي مايك تايسون vs الأمريكي إيفاندر هوليفيلد
خسر تايسون لقب رابطة الملاكمة العالمية للوزن الثقيل بشكل مفاجئ أمام هوليفيلد عام 1996، وأراد الثأر واستعادة لقبه في النزال الذي عُرف بـ “صوت الغضب” العام التالي. وفاز هوليفيلد بالجولتيْن الأولى والثانية من هذا النزال، ما أثار غضب تايسون الذي بدأ الجولة الثالثة بهجوم قاس، وصولًا إلى الحادثة الشهيرة، وتمثلت بإقدام تايسون على قضم إنشًا كاملًا من أذن هوليفيلد اليمنى، وبصقها على طرف الحلبة. واستُئنف النزال بعد حصول تايسون على خصم نقطتين، وحصول هوليفيلد على رعاية طبية سريعة، لكن تايسون حاول مجددًا قضم أذن منافسه اليسرى، فلم يكن أمام الحكم سوى الإعلان عن إقصاء تايسون، ليحافظ هوليفيلد على اللقب.

2015
لاس فيجاس - الولايات المتحدة
الأمريكي فلويد مايويذر vs الفيليبيني ماني باكياو
استغرقت المفاوضات لهذا النزال نحو 6 أعوام، قبل أن يبصر النور أخيرًا عام 2015، وكان حدثًا عالميًا ضخمًا بين مايويذر بطل العالم في وزن الويلتر، وحامل ألقاب في 5 فئات مختلفة خلال مسيرته دون أن هزيمة، وباكياو الذي يحمل رقمًا قياسيًا جراء فوزه ببطولات في 8 فئات مختلفة. ولم يكن النزال على قدر التوقعات، بسبب التأجيل المستمر وتقدم طرفيْه في السن، ومع اعتماد مايويذر أسلوبًا دفاعيًا، ومعاناة باكياو في توجيه اللكمات بسبب إصابة في كتفه، إلا أن النزال حقق رقمًا قياسيًا وصل إلى 410 ملايين دولار في أرباح قنوات النقل المدفوعة، كما يُحكى أن نصف الشعب الفيليبيني شاهد النزال، الذي فاز به مايويذر بقرار الحكام بعد 12 جولة.