كلام
ويك إند
وأنا أكتب المقال في المقهى سألتقي بصديقي نبيل، منتظرًا الشكل الجديد الذي سيكون عليه، تمامًا كما أقول لكم: الشكل الجديد الذي سيكون عليه! فنبيل يتبع مع شكله وملابسه أسلوب الشركات مع منتجاتها، يغير شكله كل مدة مثلما تغير الشركات تصاميم علب منتجاتها، وهو يقول كما تقول الشركات: لكي لا تمل العين! الشركات تغير فعلًا من تصاميم منتجاتها لكي لا تصاب العين بالملل، موديل السيارة يتغير كليًا كل عدة سنوات، وفي كل سنة بعد التغيير الكلي يتغير تفصيلُ معينُ، أنوار الإضاءة مثلًا، وتغير شركات الملابس تصاميمها بشكل كامل كل عدة أشهر حتى لو كانت ملابسها تحقق مبيعات فإنها تغيرها.
طبيعة الإنسان أنه ينجذب إلى ما هو جديد ولم تشاهده العين، لاحظوا أشكال بعض موديلات السيارات التي كانت تثير إعجابنا وهي جديدة، لاحظوا أنها لم تعد تلفت نظرنا بعد مرور سنوات، لأن عيننا شبعت نظرًا منها ولم يعد فيها شيء جديد ملفت.
لا أعرف ما هو الشكل الجديد الذي سيظهر عليه نبيل، آخر مرة التقيته قبل عام كان أشبه برجل المافيا في الأفلام، يرتدي بدلة داكنة، معتمرًا قبعة الخمسينات، وممسكًا سيجاره الذي لا يشعله أبدًا.
تسبب العطلة مشاعر الراحة، بسبب التخلص من مسؤولية الالتزام بالعمل، كما أن العطلة تجدد الطاقة، وحسب آخر ما قرأت فإن إسكتلندا على ما أعتقد ستعتمد إجازة الثلاثة أيام الأسبوعية بدلًا من يومين، جاء القرار بعد التجربة التي أثبتت ارتفاع الإنتاجية.
أتفق تمامًا مع إجازة الثلاثة أيام، لأنها تتيح للموظف الوقت الكافي مع عائلته، كما أن الهدف الأول عند الشركات هو الإنتاجية العالية. سبق وكتبت فيما لو أنني أمتلك شركة فهل سأمنح الموظفين عطلة ثلاثة أيام؟ حينها قلت إنني لا أعرف الإجابة، وخمنت بأني لن أمنحهم، الآن غيرت رأيي وسأمنحهم ثلاثة أيام إجارة. ربما لأنني ما زلت لا أملك شركة!
روبرت ستيفنسون: الحياة ليست أن تملك أوراق الحظ دائمًا، بل هي أن تجيد اللعب بالخاسر منها.