دلال في الأمس..
عدل اليوم
تعالت أصوات إعلاميين ومهتمين بالشأن الاتحادي والنصراوي، يشتكون من ضغط مباريات فريقيهما، ويطالبون بوضع حل لمشكلة خوضهم لمباراة كل ثلاثة أيام، بسبب تداخل مباريات دوري أبطال آسيا، وكأس خادم الحرمين الشريفين مع الدوري، واصفين الجدولة بأنها غير إنسانية، هي ذاتها الأصوات التي كانت تسخر من لاعبي الهلال عندما اشتكوا في الموسم الماضي، وفي مواسم سابقة من ضغط المباريات، متهمين إياهم بالدلال الزائد.
اليوم، وبعد أن تعرض لاعبوهم للضغط ذاته، وفي بداية الموسم وليس في نهايته، وهو ضغط سيطال أيضًا لاعبي الهلال، تذكروا أن اللاعبين بشر وليسوا آلات، وهي ذات الكلمة التي قالها عبد الله المعيوف الموسم الماضي، وانتقدوه عليها.
في موسم 2019، اضطر الهلال وحيدًا أن يلعب 11 مباراة في شهر واحد، ليخسر في النهاية الدوري في الرمق الأخير، لأن لاعبيه عجزوا عن الاستمرار في نمط واحد جراء الضغط الكبير الذي تعرضوا له وتكاثر الإصابات، تكرر الأمر الموسم الماضي، وخاض الهلال سبع مباريات في 21 يومًا، كانت نهايتها أن خسر الدوري، وكأس آسيا لأن لاعبيه أُنهكوا قبل خط النهاية.
عندما كان الهلاليون يطالبون بالعدالة في المنافسة لا أكثر، كان الرد جاهزًا، لا يمكن المساس بجدولة الدوري، وكان هذا الرد يلاقيه ترحيب وتهليل من إعلام الطرف الآخر، الإعلام ذاته الذي يشتكي اليوم.
عندما طالب الهلاليون بتأجيل مباراة واحدة قبل أربعة أيام من نهائي دوري أبطال آسيا، وقفوا له بالمرصاد، معتبرين أن من يريد المنافسة على كل البطولات، عليه أن يدفع الثمن، الثمن ذاته الذي يرفضون دفعه الآن.
العدل الذي يطالبون به اليوم، كانوا يرونه دلالًا بالأمس.
نعم من حق اللاعبين اللعب براحة وعدم ضغط، ولكن أين هذه الرحمة من لاعبي الهلال في المواسم الماضية؟! تُركوا يقاتلون على كل الجبهات دون أدنى رحمة، وسلموهم لخصومهم منهكين ومثخنين بالإصابات، لماذا اليوم فقط عندما تعروضوا للأمر ذاته، استوعبوا أن اللاعبين ليسوا آلات، بل بشر يتعبون ويصابون ويرهقون، ولا يمكن أن يستمروا على نهج واحد وهم يلعبون مباراة كل ثلاثة أيام، بينها بطولات متداخلة، ومباريات دولية ومحلية. للعلم، كانوا بشرًا بالأمس مثلما هم بشر اليوم.