موهبة واحدة
لا تكفي
بعض المواهب لم تأخذ نصيبها الكامل من النجاح لأن عقول أصحابها كانت غير ناضجة، وفي عالم كرة القدم وبقية الرياضات هناك من كانت حياتهم الرياضية قصيرة لسوء إدارتهم لموهبتهم. مؤخرًا شاهدت على اليوتيوب أكثر من لقاء لأحمد حسام (ميدو) تحدث فيه بصراحة عن سنوات احترافه الأوروبي، وكيف أنه كان مندفعًا يتصرف بطريقة غير احترافية أثَّرت في مسيرته.
يحكي ميدو عن مسيرته التي زامل بها في بداياته زالاتان إبراهيموفيتش وماكسويل ورافل فارفنفارد (كثير ما عطلتني شخصيتي الصدامية، كنت عنيدًا، كنت أغضب فيما لو أجلسني المدرب كبديل، كنت أقول: كيف وأنا نجم منتخب مصر وأجلس كلاعب بديل؟ على الرغم من أنه في عالم الكرة يعتبر هذا الأمر عاديًا، فقد يرى المدرب أمرًا ما، أو أنه يريدني أن ألعب في نصف المباراة الثاني، لكني كنت آخذ الأمر بصورة شخصية. كنت ذا تفكير محدود، ولم يكن حينها ما يعرف بالطب النفسي الرياضي). ميدو اليوم هو من أفضل الأشخاص الذين يستطيعون تقديم الاستشارات في إدارة الموهبة.
نكتشف في إجابة لاعب كرة السلة (يانيس أنتيتوكونمبو) لسؤال وجهه أحد الصحافيين، إلى أي درجة احترافية يدير يانيس موهبته، سأله: هل ترى هذا الموسم فاشلًا بالنسبة لك؟ أجابه يانيس: سألتني نفس السؤال الموسم الماضي، ودعني أوجه لك سؤالًا أيضًا: هل تحصل على ترقية كل عام؟ أنت لا تحصل على ترقية كل عام فهل عملك طوال العام يعتبر فشلًا؟ الأكيد لا. كل عام يعمل الإنسان لهدف ما، من أجل الحصول على ترقية والاهتمام بالعائلة، توفر لهم منزلًا وعيشة كريمة، تهتم بوالديك، جميعها خطوات للنجاح.
مايكل جوردان لعب 15 موسمًا حقق خلالها 6 بطولات، فهل المواسم الـ 9 الأخرى تعتبر فشلًا لجوردان؟ المؤكد لا، فلا يوجد فشل في الرياضة، ولكن هناك أيام جيدة وأيام سيئة، أيام تكون ناجحًا وأيام لا تحقق فيها نجاحًا، أيام يكون فيها دورك لكي تنجح، وأيام أخرى هي دور غيرك لكي ينجح، وهذا ما تعنيه الرياضة، لا تفوز دائمًا، وهذا العام هو دور غيرنا للفوز، في العام القادم سنحاول أن نكون أفضل. إجابة يانيس لا تصلح للرياضة فقط، بل للحياة.