هبوط الاتحاد
لن يعالج كبرياء الأهلي
من لا ماضي له لا حاضر له، هذا قول معروف، ولكن أيضًا من يعيش في الماضي لن يصل أبدًا للحاضر هذا ما ينطبق على بعض واقع الاتحاد وجاره الأهلي اليوم، بعد أن دخل المهتمون بالناديين في جدل عقيم حول أحداث مر عليها أكثر من 70 عامًا، بل يتجادلون عليها ويختلفون.
يجاهد الأهلاويون لإثبات أن الاتحاد سبق له أن هبط إلى دوري الدرجة الأدنى، وينفي الاتحاديون ذلك بحماسة. جدل لا معنى له ولا فائدة ترجى منه.
هل سينقص من بطولات الاتحاد لو أن ذلك حدث فعلًا؟ بالتأكيد لا، هل ستزيد بطولات دوري الأهلي عن ثلاث لو أن الاتحاد فعلًا ذاق مرارة الهبوط؟ أيضًا لا، هل سيتأثر واقع ترتيب الفريقين هذا الموسم؟ أيضًا لا، إذًا لماذا كل هذا الجدل، وما الفائدة منه، بدلًا من التركيز على قصور الفريق الحالي في قطبي جدة، ومحاولة اللحاق بالمتصدر الهلال، عادوا إلى الجدال في أمر بعيد، متجاهلين المقولة الشعبية “حكي في الماضي، نقصان في العقل”.
حسنًا، في تصوري أن ما يحدث هو نتاج أن الأهلاويين ما زالوا غير قادرين على تجاوز تلك صدمة الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى الموجعة، ويعتقدون أن إثبات فرضية هبوط الاتحاد سيعالج قليلًا من كبريائهم المجروح، من باب “أنتم أيضًا”، ولكن ما سيعالج ذلك فعلًا، ليس ما حدث في عام 1389، إن كان حدث فعلًا، بل ما سيحدث في عام 1445، الفوز ببطولة الدوري، أو على الأقل الفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين، الفوز بالبطولات هو ما سيعيد كبرياء الأهلي.
فرق كثيرة هبطت إلى دوري أدنى، لأسباب مختلفة، ولكن العقلاء هم من سيستفيوند مما حدث، كي لا يتكرر مستقبلًا، البقاء في أسر الماضي، والتألم منه، ومحاولة جر الآخرين له، لن يساعد كثيرًا، فالفريق الأهلاوي يسير جيدًا، وحقق الفوز في الديربي مستوى ونتيجة، هذا كان يفترض أن يركز عليه المهتمون بالشأن الأهلاوي ويفتخروا به، لا العودة لاجترار ماضٍ بعيد غير مؤثر، لا أحد يعلم بصحة ما حدث فيه، ولا من نصدق فيه.