من الباب
الكبير
بينما أقلب في التلفاز وتحديدًا في القنوات الرياضية فإذا بي أسمع المعلق يقول: (ماشي محمد السهلاوي) فاعتقدت أنها مباراة قديمة فذهبت عيناي إلى ركن التلفاز فوجدت كلمة (مباشر)، فاعتقدت أنها مباراة استعراضية، وسرعان ما عرفت أنها مباراة رسمية في دوري الدرجة الأولى السعودي الذي يسمى بـ (يلو) والنادي الذي يلعب له السهلاوي هو فريق الصفا.
كان هذا الأمر مثار استغراب بالنسبة لي فقد كنت أعتقد أن السهلاوي اعتزل، وفجأة وجدته يلعب لنادٍ في الدرجة الأولى، فهذا النجم الذي صال وجال في الملاعب مع القادسية ثم النصر وأصبح أحد الهدافين التاريخيين للمنتخب ما الذي يجعله مستمرًا في اللعب وبعيدًا عن الأضواء؟. سؤال عريض أتمنى معرفة إجابته وذلك يقودني إلى اسم آخر مختار فلاتة الذي فوجئنا بأنه لم يعتزل ووقَّع قبل أيام لنادي الوادي (درجة ثالثة).
نجوم وأسماء كبيرة لا ندري هل اعتزلت أم ستفاجئنا بتوقيعها لأحد الأندية في الدرجات المختلفة؟.
ماذا عن الهداف الكبير ناصر الشمراني هل اعتزل أم ما زال؟. ماذا عن الرأس الذهبية نايف هزازي اعتزل أم ينتظر؟. ويوسف السالم رحمه الله الذي عرفنا أنه ما زال يلعب وفي نادي الجبيل عند إعلان خبر وفاته ونجدها فرصة للترحم عليه. وغيرهم الكثير من النجوم الذين اختفوا فجأة وربما نشاهدهم يلعبون فجأة.
تعودنا أن نسمع جملة (الخروج من الباب الكبير) أي أن يعتزل اللاعب في الوقت المناسب وهذا الأمر بيده. وأن يقام له حفل تكريم يليق بنجوميته إن أمكن وهذا ليس بيده. فنجم كبير مثل سعيد العويران يعد الأشهر عالميًّا في تاريخ كرة القدم السعودية يتمنى أن يحدث له حفل تكريم وهو يستحق ولكن لم يحدث!.
السؤال: لمَ لا يعتزل اللاعبون في هذا العصر؟ ولماذا كثير منهم لا يريدون حتى مجرد الإعلان عن ذلك ويتركون الأمر معلقًا؟. هل عشقهم لكرة القدم أم الأمور المادية أم أن لديهم أسبابًا أخرى؟. بالرغم من أن النجوم منهم كانوا يحصلون على ستة أو سبعة ملايين سنويًّا تجدهم يقبلون الآن باللعب بعيدًا عن الأضواء وبمبالغ تتراوح بين 300 و500 ألف ريال فرق كبير، ولكن هذا المبلغ لا يمكن أن يجدوه في أي مكان بعيدًا عن كرة القدم فيستمرون حتى آخر قطرة عرق.
كتابتي لهذا المقال محبة وتقديرًا لكل رياضي تعب وضحى وأبدع متمنيًا أن يكون خروجه من (الباب الكبير).