العالم
الذي نعيش
ـ يصعب في العالم الذي نعيش أن تمر مدة من الزمن يعم فيها السلام كل الكوكب، الحالات التي عم فيها السلام كانت في أفلام الكرتون. عم السلام الكوكب في (جريندايزر) و(عدنان ولينا) بعد معارك طويلة انتصر فيها الخير على الشر، كان أبطال المسلسلات يقاومون الفضائيين الغزاة بشجاعة تحسم النصر لصالحهم، لكنها أفلام كرتون. كأطفال كنّا نصدق هذا العالم الكرتوني لدرجة التعاطف الكامل مع الشخصيات، درجة تصل حد البكاء!
الشيء الذي أخطأ فيه كتّاب القصص الكرتونية أنهم كانوا ينهون كل الحكايات بنهايات سعيدة، لقد أخطؤوا في حقنا، وكان الأولى أن يزرعوا فينا القيم العالية دون الحاجة لتأليف حكايات لن نجد مثلها على أرض الواقع، أو على الأقل كان بإمكانهم أن ينهوا المسلسل الكرتوني بالقول إن الحق سيعود يومًا إلى أصحابه، وهذه حقيقة مطلقة، فإن لم يعد الحق لأصحابه في الحياة الدنيا فإنه عائد في الحياة الآخرة.
ـ في وسائل الإعلام انتشر خبر إلقاء الشرطة الكينية القبض على محام مزيف مارس الترافع في 26 قضية، ويبدو الخبر عاديًا أو حالة تتكرر كثيرًا في العديد من المهن، لكنه لن يبدو عاديًا إذا ما علمنا أن المحامي المزيف كسب جميع القضايا الـ 26!. لا أعرف محاميًا كسب جميع القضايا التي ترافع فيها، وهذا الخبر يبين لنا إلى أي درجة هناك من الموهوبين الذين أجبرتهم ظروفهم على المسير بعيدًا عن طريق التعليم. أتمنى أن يعود هذا المحامي المزيف إلى مقاعد التعليم ليصبح محاميًا حسب ما يتطلب القانون.
ـ أبقى في إفريقيا وهذه المرة أذهب إلى رواندا حيث يعيش كاليتكس نزامويتا، حكايته أنه لم يخرج من بيته منذ 55 عامًا خوفًا من النساء! كاليتكس رفع سور بيته من شدة خوفه إلى أربعة أمتار، وحسب أحد الأخصائيين النفسيين فإن ما يعانيه يسمى (رهاب الأجانب). الغريب أن النساء هن من يساعد كاليتكس من خلال رمي الطعام إليه. أحدهم علَّق قائلًا: لا تصدق طيبتهن يا كاليتكس.. إعطاؤهن الطعام لك مجرد طُعم..!