كلام
ويك إند
* الطقس هذه الأيام يتَّجه لما نحبه، درجات الحرارة انخفضت، وستنخفض أكثر حتى ندخل عالم الشتاء وحكاياته ورومانسيته، وهو عندما يأتي يصحب ملحقاته معه كعادته من “كشتات” البر، وشاي الجمر، والليالي القمرية التي كثيرًا ما غفونا فيها حتى يطلع الفجر، متلحِّفين “بفروة”، أو بطانية سميكة، ألقاها علينا أحد الأصدقاء خوفًا علينا من البرد.
سمعت أحدهم ممَّن خبر المواسم، وما يفعله كل موسم في نفسيات الناس، يقول إن الشتاء هو الموسم الأقل خصامًا، والأكثر تصالحًا، فالناس فيه تقترب من بعضها للشعور بالدفء، كما أنه قاسٍ على الذين يعيشون لوحدهم، أو بعيدًا عن أحبتهم، وهو ما شعر فائق عبد الجليل في يوم شتائي، فقال:
يا بعيدة
المطر أجبرني أكتب لك قصيدة
المطر هذي السنة..
سوى السما صفحة جريدة
نشر صمتي
نشر شوقي
نشر أحزاني السعيدة.
* بالأمس التقيت أحد الزملاء ممَّن عملوا طويلًا في تسجيل قصص التراث العربي. سجَّلها في أفضل الاستديوهات، وأضاف إليها التأثيرات الموسيقية، ليُخرجها بأفضل صورة ممكنة. كان أمينًا في عمله، ولم يبخل في جهده ووقته، وكان يعيد التسجيل من جديد إذا ما شعر بأن أداءه لم يكن في أفضل حال. عندما قدَّم ما سجَّله على “يوتيوب” لم يحظَ بنسبة استماع كبيرة، بل لم يحظَ بنسبة متوسطة، وبعد مرور عام، شعر بإحباط كبير، كون نسب المشاهدة والاستماع قليلة مقارنة بالقنوات الأخرى! عبَّر عن إحباطه الشديد، وعن يأسه في فهم ما يجري. حينها حاولت “لملمته”، لكني لم أكن أجامله عندما قلت له إن ما قدَّمه محتوى ثري، يصعب المرور عليه سريعًا، لكنه بعد مدة سيشكِّل صداقةً قويةً مع محبي القصص. الناس ستملُّ من المحتوى الخفيف الضعيف، وسيشعر الكثيرون بالحاجة إلى مَن يملأ عقولهم وقلوبهم، حينها سيجدون ما قدَّمته لهم، وسيبقون أصدقاء لك للأبد. ما حصل بعد أكثر من عام على حديثنا أن نسبة الاستماع عنده ارتفعت، ثم ارتفعت أكثر حتى أصبحت نسبة المشاهدة والاستماع مليونية. على الذين يعملون في المحتوى المرئي والمسموع ألَّا يستعجلوا النجاح، وألَّا يُحبطوا. قدِّموا محتواكم بأفضل صورة، وستنجحون.