كفاية
تطاول!
أعترف لكم: لم أعد قادرًا على إدراك بعض ما يحدث في الساحة الرياضية مؤخرًا. مشهد لا يمل أصحابه مرافقي الزفَّة كل موسم، من تكرار سذاجتهم وقبح تعاطيهم لهذا الملف.
هل تريد أن تعرف مثل ماذا؟ عليك مرافقتي في هذه المقالة حتى النهاية. ربما ننفذ من أزقته قبل أن تحلُّ علينا عتمة عقلية ونفوس البعض!
كل أنديتنا الكبرى والجماهيرية لم تولد وفي فمها ملعقة من ذهب. وأن ثمة غرباء لم يهبطوا من السماء. لكنهم إخوة بيننا شاركوا بطريقة مباشرة في تأسيس الكيانات البكر من أنديتنا. وأسهموا في تأثيث مراحل تشكيل زوايا البيت الرياضي السعودي، وأولها لعبة كرة القدم.
ما هذا الوحل العنصري الطبقي أو العرقي البغيض الذي يحاول فيه بعض العابرين بأهوائهم الرثة مناقشة تواريخ تأسيس الأندية وروادها من المؤسسين!! وفرض عفنهم النفسي علينا.
لا احترموا أموات رحمات ربي عليهم. ولا أحياء تظلهم معهم تحيات التاريخ والعقلاء على ما قاموا بصناعته على أيديهم، من تحويل الخيالات المقيدة إلى واقع، خدمة لشباب ورياضة وطنهم حينها. ولُمس أثره تاليًا. في زمن كانت تشح فيه الموارد والرغبات الاجتماعية في الانتماء أو الانتساب إلى (لهو) ممارسة كرة القدم. لم أجد كمتفرج متأمل للمشهد ولو شخصًا واحدًا أيًا كانت صفته: مؤرخ، إعلامي، ناقد، وضع ما شئت من مسميات. يتناقش ويدلي برأيه في شان تواريخ تأسيس أو جنسيات مؤسسي بعض الأندية.. بموضوعية ودون انتقاص من الطرف الآخر. إلا من رحم ربي. جهلهم أو عقليتهم المشبعة بتراكمات وعقد نفسية أو عادات وتقاليد اجتماعية بالية. لا تخول لكم الانتقاص من أي جنسية غير سعودية سجَّل التاريخ بصمتها في عنق تأسيس الكيان. مخزٍ ما يحدث من تطاول. وأشدد على أنه تطاول. لأنه يمس أمواتًا. وسرد رواه المعاصرون. وزكَّاه من تلاهم من رواد الرصد. ثم يأتي من يمارس بهلوانيات النقد بعد أكثر من تسعين أو ثمانين أو سبعين عامًا. ليطعن الأسماء والجهود وتاريخهم الموثق في الخاصرة؟!
يبدو أننا يا رفاق وصلنا إلى آخر الأزقة الخانقة لتلك النماذج.
دعونا نودع بعضنا. ونحن نُحرّض بعضنا على التصدي لهم.