وداعا للكبير (نونو)
لا أخفي إعجابي بالمدرب الكبير نونو سانتو وحزني على خروجه من الدوري السعودي، متوقعًا عودته عاجلًا أو آجلًا.
غريب حال كرة القدم، فتارةً نقول لها تبًا وتارة نهيم فيها حبًا. بالأمس القريب جدًا كان نونو المدرب الجهبذ العبقري الذي أعاد الاتحاد لتحقيق الدوري بعد سنوات طويلة من الغياب وتحقيق السوبر لأول مرة في تاريخه وبميزانية قد تكون نصف ميزانية ناديي النصر والهلال، وبعدد محدود من اللاعبين المميزين. اليوم أصبح سانتو (سباك) ولا أدري سبب اختيار هذه المهنة الشريفة التي لا غنى للبشر عنها لتكون نعتًا لأي مدرب فاشل في نظر مطلقيها. ألم يفكر من غير رأيه في نونو بأن هناك أسبابًا أدت إلى تغير الأداء الفني للاتحاد ولتغير نونو نفسه؟.
من وجهة نظري أن هناك أسرارًا كبيرة في عملية تعاقدات الاتحاد، متوقعًا الكشف عنها قريبًا. لا أبرئ نونو تمامًا مما يحدث للفريق، فقد يكون جزءًا من المشكلة، لكنه بالتأكيد ليس السبب الرئيس.
من المعروف أنه طلب استبعاد مجموعة من اللاعبين لعدم انضباطهم من ضمنهم العبود، فاستغنت عنهم الإدارة ما عدا العبود رغبةً في إقناع سانتو ببقائه. وهنا بدأت مشكلة صغيرة ثم أصبحت كبيرة، فقد كان يجب حسم هذا الموضوع مبكرًا إما بإقناع المدرب ببقاء العبود أو إعارته، وليس تعليق الموضوع، وهنا الخلل الإداري، فقد أصبح موضوع العبود صداعًا في منظومة الفريق ككل. مشكلة حمد الله في البطولة العربية أحد أهم الأسباب في تصدع الفريق، وقارنوا بين شغف ورغبة ومستوى بنزيما قبل المشكلة وبعدها. قبل شهر من الآن تقريبًا لو أعلن من يدير الاتحاد حاليًا!!! أن العبود سيعار وأن سانتو مستمر حتى نهاية عقده لما وصل الحال لهذا السوء، بل إن الاتحاد سيعود لمسيرته الناجحة مع سانتو ولكن كل ذلك لم يحدث، فكان الفشل وحدثت الإقالة لمدرب كان سيستمر مع الاتحاد لسنوات وسيحقق الكثير من البطولات، فالمدرب المميز والملائم للفريق ليس بالسهولة الحصول عليه، لكن يبدو أنه من الصعوبة المحافظة عليه.