رودري.. «كمبيوتر» الإسبان
تكمن آمال منتخب ألمانيا الأول لكرة القدم، في التتويج بطلًا لأوروبا خلال النسخة التي تستضيفها بلاده حاليًا، بإلحاق هزيمة نادرة جدًا بمايسترو خط الوسط الإسباني رودري عند مباراة ربع النهائي، الجمعة.
فمنذ خسارة «لا روخا» آخر مباراة رسمية أمام إسكتلندا في مارس 2023، خاض رودري 77 مباراة مع ناديه مانشستر سيتي بطل إنجلترا ومنتخب بلاده وتذوّق الهزيمة مرّة واحدة فقط عندما تغلب مانشستر يونايتد على سيتي في نهائي الكأس مايو الماضي.
خلال هذه الفترة، فاز لاعب الارتكاز البالغ 28 عامًا بلقبين في الدوري الإنجليزي، واحد دوري أبطال أوروبا، ومرّة واحدة في كأس إنجلترا، إضافة إلى إحرازه كأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، وقيادة بلاده إلى التتويج بدوري الأمم الأوروبية.
يقول بيب جوارديولا، مدرّب رودري في مانشستر سيتي، الذي أشرف على مجموعة من أفضل لاعبي خط الوسط على الإطلاق «في مركزه، إنه الأفضل، يمكنه فعل كل شيء. الجودة، يقرأ المباراة، عقليته، إنه مستعد دائمًا».
وتابع الثناء عليه «إنه جيّد جدًا في أشياء كثيرة، الحضور والبنية الجسدية، إنه لاعب كامل».
فبعد تخلّف إسبانيا بهدف مفاجئ خلافًا لمجريات اللعب، سجّله مدافعها روبان لو نورمان خطأ في مرماه، بدأت إسبانيا تشعر بالارتباك بسبب عدم الاستفادة من هيمنتها على الكرة والفرص الضائعة بعد مرور نصف ساعة مباشرة، استحوذ رودري على الكرة، وتوقف وأصدر تعليمات لزملائه بالهدوء.
وبعد لحظات أطلق تسديدة زاحفة من مشارف منطقة الجزاء في الزاوية البعيدة، ليسجّل هدف التعادل ويضع فريقه على الطريق الصحيح لتحقيق فوز صريح 4-1.
- «لسنا خائفين» - قد يرتدي موراتا شارة القائد، لكن رودري تطوّر ليصبح قائد الجيل الجديد في إسبانيا، الحريص على كتابة تاريخ جديد لمنتخب بلاده بعد إنجازه الجيل الذهبي بين عامي 2008 و2012.
وأثنى عليه لويس دي لا فوينتي مدرب إسبانيا بقوله «لدينا رودري، وهو جهاز كمبيوتر مثالي يدير كل شيء، كل المشاعر، كل اللحظات بطريقة رائعة، وهذه مساعدة كبيرة للجميع».
على الرغم من كونه أحد أبرز اللاعبين في العالم في مركزه على مدى مواسم عدة، فهو يخوض أوّل بطولة كبرى في مركز اللاعب رقم 6.
ففي مونديال قطر 2022، استعان به المدرب السابق لويس إنريكي في مركز قلب الدفاع في ظلّ وجود سيرجيو بوسكيتس.
بعد اعتزال الأخير دوليًا، يريد الجيل الحالي بقيادة رودري كتابة التاريخ ليصبح أفراده أبطالًا قوميين.
وقال رودري لاعب أتلتيكو مدريد السابق قبل مواجهة ألمانيا في شتوتجارت «ألمانيا قويّة على أرضها، لكنها ستشعر بالقلق تجاهنا أيضًا».
وأضاف «جئنا للفوز ولسنا خائفين، عقليتنا هي المضي قدمًا يوم الجمعة بكل ما لدينا ضد ألمانيا».