جيلي تم تنفيره.. ونخاطر بجيل آخر بسبب التذاكر
كانت فترة لعب كرة القدم بعد أزمة فيروس كورونا أكبر تذكيرٍ بقيمة وأهمية الجماهير في الملاعب، إذ شاهدنا خلال تلك الأيام مبارياتٍ بلا روحٍ بسبب غياب الجماهير، التي تأتي أولًا وقبل كل شيءٍ في هذه اللعبة.
اليوم، يتحدث الجميع عن أسباب غياب الجماهير عن مدرَّجات ملاعبنا خلال الموسم الماضي! وفي رأيي، هذا أمرٌ طبيعي عندما لا نضع الجماهير في المقام الأول في قراراتنا.
في ملاعبنا، يحتاج طلاب الجامعات، وهم أكثر مَن يحضر في المدرَّجات دون شكٍّ، إلى دفع 60% من المكافأة الشهرية لحضور مباراة كرة قدمٍ في دورينا حيث يستمر الرؤساء التنفيذيون وغير التنفيذيين في رفع أسعار التذاكر دون مراعاةٍ للمشجعين وجيلٍ كاملٍ من الشباب قد يتحوَّل من المدرَّجات إلى البيوت والمقاهي، وهو ما عانى جيلي من هذا الأمر في السابق! كثيرٌ من الأصدقاء، كانوا يذهبون إلى الملاعب، لكنهم توقفوا عن ذلك لسببٍ واحدٍ فقط، وهو أن أحدًا لم يهتم بهم عندما كانوا يأتون إلى الملعب.
نخاطر بـ «تنفير» جيلٍ كاملٍ بسبب أسعار التذاكر التي أصبحت عاليةً جدًّا في مباريات دورينا! وتعدُّ هذه الزيادة المستمرة مؤثِّرةً في أهم فئةٍ عمريةٍ «18 إلى 24»، وأقصدُ طلابَ الجامعات محدودي الدخل، فهم مَن يصنعون الصخب في المدرَّجات بنشاطهم، وهم أكثر بكثيرٍ من مجرد مشترٍ للتذاكر. هم مستقبل مدرَّجات ملاعبنا.
ستطلق أنديتنا التذاكر الموسمية قريبًا، ويجب عليها مراعاة الأسعار في عملية البيع. كذلك يجب على الأندية تحديد سياسة التذاكر الموسمية في حال تأجيل المباريات، فماذا سيحدث إن كان التأجيل لمدة 24 ساعةً، أو ليومين، أو لأسبوعٍ، أو لشهرٍ؟ كل حالةٍ تختلف عن الأخرى، إذ يجب وضع مالك التذكرة الموسمية أمام سياسةٍ واضحةٍ، وصورةٍ شاملةٍ لذلك، لا أمام سياسةٍ ارتجاليةٍ عند حدوث الأزمة.
وإضافةً إلى سياسة التأجيل، علينا وضع سياسةٍ لتغيير الملاعب، وهي حالةٌ تحدث في دورينا بشكلٍ شهري! يجب أن تضع الأندية سياسةً واضحةً لذلك، فالحضور من ملعبٍ إلى آخر يختلف لدى المشجع، ويجب أن يحصل على حقه في ذلك.
على أنديتنا أن تبني جسورًا قويةً مع الجماهير، لا جسر الألقاب فقط! عندما تجد النادي في الواجهة، تجد الجميع معه، لكن عندما يعاني، وتصبح مبارياته دون قيمةٍ، لا تجد أحدًا! هذه مشكلةٌ في بناء الجسور مع الجماهير! كيف تشجع أبًا على أن يجلب ابنه إلى ملعب مباراةٍ، وأن يقوم بدفع أكثر من 1000 ريالٍ لشراء التذاكر؟! في الموسم الماضي التقيت أبًا في إحدى مباريات دورينا، وقام بدفع 1725 ريالًا لشراء خمس تذاكر له ولأبنائه الأربعة، وهو مبلغٌ كبيرٌ جدًّا، ولا يمكن دفعه بشكلٍ أسبوعي من قِبل الأب، فهل تريد منه أن يدفع هذا المبلغ بشكلٍ أسبوعي لجلب أبنائه إلى الملاعب؟
جيلي تم «تنفيره» من الملاعب لأسبابٍ كثيرةٍ، لعل أهمها أسعار التذاكر! لذا يجب أن نغيِّر ذلك من أجل جيلٍ قادمٍ، يتعلَّق إلى الأبد بحضوره الأسبوعي إلى الملعب. قم ببناء جسورٍ أخرى مع الجماهير، وغادر من جسر البطولات الذي لا يتسع إلا لقلةٍ في كل موسمٍ.