رحلة على بعد 10 سنين للفوز بالمونديال
لم أجد حتى هذا اليوم الوصف المنصف لحب السعوديين لكرة القدم، لم أجد لذلك الشغف الممتد من أجدادنا وآبائنا عندما دخلت اللعبة إلى بلادنا حتى ورثنا أيضًا نحن حب كرة القدم منهم، كانت ولا زالت هذه اللعبة الشغل الشاغل لغالبية المواطنين السعوديين، بل أن المجالس أصبحت لا تخلو من الحديث عن كرة القدم، كنا خلف اللعبة عندما مررنا في أسوأ مراحلنا الرياضية، ولا نزال خلف اللعبة في أفضل مراحلنا الرياضية، الآن نحن نبدأ رحلة تبعد عنا 10 سنوات ولكنها بدأت من اليوم لتحقيق حلم شعب كامل قضى الكثير من أوقاته في متابعة ومناقشة كرة القدم.
نحن السعوديين لا نختلف عن غيرنا من الشعوب العاشقة لكرة القدم، لا فرق بيننا وبين الإنجليز والإسبان والألمان والبرازيليين والأرجنتينيين في حب كرة القدم، كرة القدم هنا لديها جذور راسخة في قلب تاريخ هذه الصحراء التي أصبحت اليوم وجهة للعالم بفضل من الله وبدعم قيادتنا الرشيدة التي حولت كل الأحلام إلى واقع، اليوم نحن نتحدث عن استضافة كأس عالم لا محاولة المشاركة في كأس العالم، عدا خيبات الأمل التي كانت من 2007 حتى 2014، كان الأمر يدور حول محاولة مشاركتنا في كأس العالم، الآن تغير كل شيء، تغير كل شيء إلى الأبد وستكون تلك الأيام جزءًا من تاريخنا فقط وليست جزءًا من طموحاتنا بعد اليوم.
عندما اطلعت على ملف استضافة كأس العالم 2034، تأكدت أننا أمام أكبر مشروع لبنية تحتية في تاريخ كرة القدم، لا يوجد في التاريخ دولة قامت بما سنقوم به بمشيئة الله، هذه البنية هي أمل ومسار وحلم لجيل قادم سيكون مستعدًا لتحويل مسار التاريخ إلى الأبد لتصبح المملكة العربية السعودية قوة كبرى في عالم كرة القدم تعكس طموح هذا الشعب الشغوف بكرة القدم.
لن أخجل ولن أتهرب، نعم في عام 2034 أحلم أن نرفع لقب كأس العالم من الرياض للمرة الأولى في تاريخنا، فهناك مسارات أصبحت متاحة لجيل حالي سيكون هو جيل المستقبل هناك في ذلك المونديال الاستثنائي، مسار هذا الجيل مجهز بالكامل بوضع أفضل الممارسات العالمية والنخبوية، فماذا ينقصنا من أجل الفوز بهذا اللقب؟ كل المقومات متاحة لنا اليوم على عكس المراحل الماضية، فنحن الآن مدعومون على الجانب المالي والفكري وأيضًا من البنية التحتية، ونحن شعب موهوب ولسنا مختلفين عن تلك الشعوب الأخرى الموهوبة في كرة القدم.
أكره كثيرًا عندما أشاهد إعلاميًا أو صحافيًا أو حتى مشجعًا يستحقر من قدراتنا، لم تكن لنا فرص سابقة وإلا لا فرق بيننا وبين نخبة كرة القدم، الفارق كان بالعمل والآن أصبح لدينا عمل ومسار وحلم ويجب علينا أن نعمل ونجتهد ونواجه الحقيقة التي لا يريد الكثير من المسؤولين في رياضتنا الاعتراف بها.
ختامًا عندما شاهدت الملف ووجدت درة الملاعب تستضيف نصف نهائي كأس العالم تحرك شيء في قلبي، تحركت تلك الذكريات التي لا تنسى على هذا الملعب لي ولجيلي أيضًا من الشباب، عندما كنا أطفالًا وعرفنا كرة القدم كان هذا الملعب هو القمر المكتمل الذي نراه، كان هذا الملعب هو الحلم والذهاب إليه وحضور مباراة به لا يعادل شيء آخر، لذلك كنت سعيدًا بمشاهدة ذلك، فكيف سيستقبل أبناء الغد 11 ملعبًا رياضيًا جديدًا في بلادنا؟.