نيوكاسل سنة ثالثة سعودي
يكمل نادي نيوكاسل بتاريخ 7 أكتوبر الجاري السنة الثالثة تحت ملكية صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركائه، والأمل والأحلام يكبران في نيوكاسل يومًا بعد يوم على أمل أن يحول هذا الاستثمار النادي إلى نادٍ تنافسي مع الاستشهاد بشكل مستمر بمانشستر سيتي من جماهير نيوكاسل الإنجليزية، إلا أن الأمر مختلف في السياق بين الناديين للعديد من العوامل قد نفصل فيها في وقت آخر.
أفضل كلمة لوصف سنة نيوكاسل الثالثة هي كلمة «أزمة» حيث مرّ النادي خلال هذه السنة بأزمات متتالية داخل وخارج الملعب كان لبعضها تأثيرات مباشرة والآخر قد يكون مؤثرًا على المدى البعيد، كانت سنة اختبر بها تماسك النادي والمشروع وعبر أزماته بأفضل شكل ممكن.
كانت السنة الثالثة مليئة بالإصابات التي شكلت أزمة حقيقية على أرضية الملعب بغياب العديد من اللاعبين المؤثرين في تشكيلة إيدي هاو، حتى وصل الحال أن الفريق ضم أكثر من ثلاثة لاعبين من الأكاديمية في العديد من المباريات التي لعبها خلال السنة الثالثة، ومع كل هذه الإصابات استطاع الفريق تجاوزها ونجح بختام الموسم بالمركز السابع المؤهل إلى البطولات الأوروبية إلا أن فوز مانشستر يونايتد بكأس الاتحاد الإنجليزي حرم النادي من تأهل أوروبي ثانٍ على التوالي كان سيصنع فارق لنيوكاسل خاصة على الجانب التجاري.
قد يكون أهم حدث حصل في هذه السنة الثالثة، وهي أيضًا أكبر خسارة لنادي نيوكاسل على المدى القصير، رحيل الثنائي أماندا ستافيلي وزوجها مهرداد قدوسي وبيع أسهمهما بالنادي بعد ثلاث سنوات من إدارة النادي اليومية، كانت أماندا تحديدًا تمثل الكثير بالنسبة لجماهير نيوكاسل، فهي من حاربت المالك السابق للنادي مايك أشلي حتى نجحت في نهاية المطاف بالتخلص منه، لقد كانت حلقة الوصل بين الجماهير والملكية الجديدة وكانت الجماهير تثق بها كثيرًا ولم تتقبل رحيلها بسهولة.
كما ذكرنا فهي سنة أزمات في نيوكاسل، كان تحرك مانشستر يونايتد بالملكية الجديدة لجلب المدير الرياضي لنادي نيوكاسل دان أشورث مجرد وقت، وحدث هذا الأمر بصعوبة بعد أشهر من المفاوضات حول التعويض، ليرحل دان أشورث عن النادي ويبدأ النادي عهدًا جديدًا مع مدير رياضي جديد تم تعيينه مباشرة بعد نهاية السنة المالية وهو بول ميتشيل.
وبالحديث عن السنة المالية، كان نيوكاسل يقاتل من أجل جلب الأموال قبل تاريخ 30 يونيو، ودخل الأسبوع الأخير بحالة وصفت «بالاستنفار» بحثًا عن عملية بيع تخرج النادي من أزمة مخالفة نظام الربح والاستدامة والذي كان سيتسبب بخصم نقاط وغرامات مالية، لدرجة أن النادي عرض نجمه الأول جوردون على ليفربول ولم ينجح الأمر، وحاول حتى نجح ببيع أندرسون إلى نوتنجهام فوريست، ومينتاه إلى برايتون في الساعات الأخيرة ليتجاوز النادي هذه الأزمة، ولكن سرعان ما دخل في أزمة أخرى.
دخل المدير الرياضي الجديد بول ميتشيل بخلافات مع المدرب إيدي هاو حول سياسة سوق الانتقالات الصيفية، حتى وصلت التوترات إلى التصريح للعلن عن وجود خلاف بين الطرفين من المدرب إيدي هاو وسط أخبار عن رغبة الاتحاد الإنجليزي بجلب المدرب لتدريب المنتخب بعد رحيل جاريث ساوثجيت مع استمرار فشل النادي بالتوقيع مع الهدف الأول بالسوق قلب دفاع كريستال بالاس مارك جويهي لتصل حالات التوتر لمرحلة غير مسبوقة، لتمر هذه الأزمة بسلام بعد أن تدخل الملاك لحل الخلاف الحاصل بين الطرفين.
وهناك الكثير من الأزمات والتي لم نتطرق لها آخرها إصابة الرئيس التنفيذي للنادي دارين إيلز بمرض السرطان ليعلن رحيله عن النادي.
يأمل نيوكاسل أن تكون السنة الرابعة سنة نجاح داخل وخارج الملعب، ويحصل النادي على هدوء بعد سنة ضربتها الأزمات المتتالية، يأمل النادي في العودة إلى المسابقات الأوروبية تحت قيادة إيدي هاو الذي يبدأ الموسم بقوة، وتحلم الجماهير بجانب التأهل الأوروبي بتحقيق كأس محلي غاب كثيرًا عن النادي.
ختامًا قد يكون أهم قرار منتظر في هذه السنة الرابعة هو قرار النادي حول الملعب، هل سيتم توسعة السانت جيمس بارك أو الرحيل لملعب جديد؟ هذه القضية هي الأكبر في السنة الرابعة مع قرار حول مقر التدريبات الجديد المنتظر ليضع نيوكاسل بقيادة صندوق الاستثمارات العامة السعودي أساسًا قويًا لمستقبل النادي على مستوى البنية التحتية.