ماذا نريد من منتخبنا؟
قد يكون هذا السؤال، هو الأكثر أهميةً في الوقت الجاري للحكم على منتخبنا الوطني السعودي، الذي أصبح مادةً ساخنةً جدًّا لوسائل الإعلام والجماهير بعد كل مباراةٍ يخوضها مهما كانت نتيجتها بسبب المدرب مانشيني، والخلاف الكبير في الحكم عليه.
ماذا نريد؟ هل نريد التأهل إلى كأس العالم، والاحتفال، ثم الذهاب والعودة بعد ثلاث مبارياتٍ، ونستمر في الدوامة نفسها التي ندور بها منذ سنواتٍ؟ أم نريد الذهاب إلى كأس العالم، وتحويل الإنجاز من التصفيات إلى النهائيات، والذهاب إلى أبعد من دور المجموعات؟ إجابتك ستحدِّد معايير القياس بالنسبة لك، والقياس عليها.
إذا كنت مع الأول، فيجب أن تنظر إلى بقاء مانشيني بأنه خطأ، ويجب أن يرحل اليوم، والأسباب تدور حول المستوى المتقلِّب، والنتائج المتغيرة، واستبعاد عديدٍ من نجوم الوقت الجاري.
وإذا كنت مع الثاني، فيجب أن تنظر إلى بقاء مانشيني بأنه الأفضل، لكن بشروطٍ من خلال الحكم على الجانب البدني للاعبين، ونموذج اللعب، وتطبيقه على أرض الملعب، ومعدل أعمار اللاعبين في كل استدعاءٍ يقوم به المدرب.
الحقيقة تقول إن التأهل إلى كأس العالم أصبح سهلًا وفي اليد، لذا يجبُ أن نحوِّل مفهوم التأهل إلى كأس العالم من كونه إنجازًا إلى كونه واجبًا وطنيًّا رياضيًّا. لا يمكن أن نجعل الأجيال القادمة تشعر بأن التأهل هو الإنجاز، فمنتخبنا السعودي يحتاج إلى نقل إنجازاته من التصفيات إلى النهائيات، والرحلة تبدأ من الآن بتغيير مفهومٍ رياضي سائدٍ.
شخصيًّا لا أستطيع الحكم على مانشيني، لأن عديدًا من المعايير التي تحدِّد ما أريده غير واضحةٍ لي، لكنْ تعامل الإيطالي مع وسائل الإعلام، والردود في المؤتمرات الصحافية، يجب أن تكون أكثر تفصيلًا لتصل المعلومة بالشكل الصحيح للجميع.