هل ينقذ السعوديون كأس العالم للأندية الجديدة؟
تعاني كأس العالم للأندية 2025 حتى هذه اللحظة من عدم وضوح حول الرعاة - تم إعلان راع واحد فقط - للبطولة والناقل الرسمي للبطولة بجانب عدم تحديد موعد إجراء القرعة حتى هذه اللحظة على الرغم من إعلان «فيفا» أن القرعة ستكون خلال شهر ديسمبر دون تحديد تاريخ محدد، بالإضافة إلى عدم بيع أي تذكرة لأي مباراة من المقرر أن تلعب، على عكس بطولات «فيفا» السابقة التي يتم بيع التذاكر بشكل مبكر من موعد انطلاق أي بطولة، وتأتي كل هذه الشكوك وسط تأكيدات من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» جياني إنفانتينو أن البطولة ستقام في موعدها المقرر رغم كل الشكوك الصادرة تحديدًا من القارة الأوروبية.
هناك رأي متفق عليه في المصادر داخل صناعة اللعبة والتي تتحدث للعديد من الصحف الأمريكية التي تركز على هذه القضية وهو أنه إذا لم تتحرك المملكة العربية السعودية لإنقاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، على الأقل من خلال بعض الرعاة الكبار، فإن الفرق الأوروبية المشاركة في كأس العالم للأندية لن ترسل أقوى فرقها.
وتشير التوقعات من هذه المصادر التي تتحدث دون أن تكشف عن هويتها أن ما سيحدث هو أن صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية سيستثمر بكثافة في منصة FIFA+، وهي منصة البث التابعة للهيئة الحاكمة، لحل مشكلة البث في كأس العالم للأندية، وسيتم الإعلان عن اثنين أو ثلاثة رعاة مدعومين من صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
ولكن ما يجهله هؤلاء أن المملكة العربية السعودية وهو أمر واضح في كل شراكاتها الرياضية والتي لا تؤخذ على محمل الجد من بعض المنتقدين خاصة الغربيين أن الاستثمارات السعودية في الرياضة تشترط الحصول على بعض العوائد المالية من أي استثمارات تقوم بها أو عوائد غير مباشرة ولكن على المدى الطويل تتحول إلى عوائد مباشرة.
لن يكون الأمر من طرفنا رعاية لمجرد الرعاية، بل سيكون هناك إصرار على أن يصبح هذا الأمر مشروعًا مشتركًا بين الاتحاد الدولي لكرة القدم وصندوق الاستثمارات العامة - أو أي جهة سعودية أخرى -، مع وضع أموال فعلية للاتحاد الدولي لكرة القدم لإنقاذ بطولته.
خرجت فكرة قبل مدة حول استثمار صندوق الاستثمارات العامة السعودي في منصة «دازن» لبث الفعاليات الرياضية، ولكن صندوق الاستثمارات العامة السعودي نفى ذلك بداية الشهر الجاري حول وجود أي مباحثات لشراء حصة في شركة «دازن» لبثّ الفعاليات الرياضية المملوكة من الملياردير لين بلافاتنيك.
ربما يكون تدخل المملكة العربية السعودي هذا منطقيًا تمامًا بالنسبة لمعظم المتابعين للشأن الاستثماري في كرة القدم، فالمملكة العربية السعودية تريد أن تصبح شريكة من خلال استثماراتها في كرة القدم وليست فقط راعية لأكبر الأحداث، والأفكار الجديدة عادة ما تتطلب بعض الاستثمار لتنفيذها، وهذا ما يحتاجه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لإنجاح بطولته الجديدة في أمريكا.
يجب أن نشير ختامًا إلى أن هناك أصواتًا ستخرج وستسمعونها بكثرة ستردد أن تدخلنا سيكون من أجل إنقاذ الهلال ودعم الهلال وغيره من الأحاديث التي لا ترتقي للمرحلة الحالية في رياضتنا، بل إن الحقيقة والواقع يشيران إلى فرصة حقيقية لتكوين شراكة تاريخية قد تجلب لنا مونديال الأندية في نسخته الثانية 2029 في ملاعبنا أيضًا بجانب الإيرادات المستقبلية في هذه البطولة التي ستكون محورية في تاريخ كرة القدم إن حققت النجاح الذي يريده إنفانتينو.