2025-02-22 | 22:19 مقالات

هل حضر الهلال لحاله؟!

مشاركة الخبر      

بعد خسارة النصر من الاتفاق، وضياع فرصة استثماره نتيجةَ الاتحاد والهلال، فقدت مباراتهما بعضًا من شراكة التنافس على اللقب، ومعها اهتمامَ جماهير الدوري، ليقتصر على الناديين الهلال والاتحاد مع بعض الترقُّب لما يمكن أن تحمله المباراة من أحداثٍ، تسمح بمشاركة جماهير أخرى، كلٌّ لها أسبابها.

أكتب قبل ساعاتٍ من بدء المباراة، والتوقُّع مفتوحٌ على كل النهايات وردات الفعل، وأثق أن معظمها مكرَّرٌ، يحمل العبارات والتفسيرات والاتهامات نفسها التي لم تُغيِّر ولا تُغيِّر واقعًا، لكنها أيضًا طبيعيةٌ في عالم جمهور اللعبة، تتنقَّل بينهم حسبَ النتائج والمراحل، ويتناوبون على أداء الدور ذاته، وتقمُّص الحالة نفسها.

قبل هذه المباراة قيل الكثير عنها وحولها إعلاميًّا، ولقي صداه جماهيريًّا، كان الصوت الأعلى فيه للطرف الخائف المتوجس، وهو تعبيرٌ عن القلق الشديد، ومحاولة استدعاء شجاعة المواجهة، والثقة في النفس، فيما كان الطرف الثاني يكمن خلف الثقة المكتسبة من واقع النزالات تاريخيًّا، وجودة الأدوات، وتحميل عناصره مسؤولية الرد عمليًّا.

لا أدرى إذا كان الهلال "حضر لحاله" كما طلب منه "اتحاديًّا" أم حمل معه هداياه الـ 27 هدفًا التي أكرم بها شباك الاتحاد في آخر ثماني مواجهاتٍ، وبماذا تزوَّد الاتحاد به من قوةٍ حتى يمكن له أن يبدأ رحلة رد الاعتبار طويلة الأجل المحتاجة لنفسٍ طويلٍ، وكلامٍ قليلٍ، واعتبارٍ مما حصل من أجل إذاقة الهلال مرارة سلسلة الهزائم الأليمة نفسها، لا الاكتفاء بيتمية.

الخسائر الاتحادية الثماني من الهلال في موسمٍ واحدٍ، لم يسبقها إليهما أحدٌ، ولم يفعلها غيرهما، ولن يفعلاها مرةً أخرى إن حضر كلٌّ منهما "لحاله"، أو "معه شاهدان" إلا أن ما يُحسب للهلال أنه تعامل مع الاتحاد بما يستحقه من تقدير مكانةٍ وتاريخٍ، ولم يُدخل ما جرى في حسبة "الاستهانة"، كما يُحسب للاتحاد في معظم ردات فعله الثماني أنه كان غير مكابرٍ، واستند في ذلك على ظروفه، التي لم تسعفه للمواجهات، لا إلى غيرها من مبرراتٍ... ليحافظ الناديان على احترامهما لبعض، والقبول بقواعد التنافس الراسخة في إطار التنافس الشريف النزيه.